الأكثر مشاهدة

هل تعترف الصين بمغربية الصحراء؟ مؤشرات قوية تكشف تحولا وشيكا

في عالم السياسة الدولية، لا تتخذ المواقف الحاسمة ببيانات مرتجلة، بل تطبخ بهدوء في غرف مغلقة، عبر قنوات حزبية ودبلوماسية وثيقة. ويبدو أن موقف الصين من ملف الصحراء المغربية يسلك هذا الطريق المعقد، لكنه الواضح لمن يقرأ إشارات بكين بعين الممارس الدبلوماسي لا المراقب العابر.

مصادر موثوقة أفادت بأن القيادة الصينية تدرس حاليا، من داخل أروقة الحزب الشيوعي نفسه، بلورة موقف نهائي من قضية الصحراء، يكون أكثر وضوحا واتساقا مع مستوى الشراكة الاستراتيجية التي تجمعها بالمملكة منذ توقيع اتفاقية 2016، التي شكلت نقطة تحول في العلاقات الثنائية.

عدد من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني، وفق ذات المصادر، أبلغوا قيادات حكومية رفيعة باهتمام المغرب الشديد بموقف صيني داعم لوحدته الترابية. هذا الاهتمام لم يأت من فراغ، بل بني على سلسلة زيارات دبلوماسية متبادلة بين الأحزاب المغربية ووفود من الحزب الشيوعي، ما يؤكد أن “قناة الحزب” أصبحت آلية موازية في التفاوض غير المعلن.

- Ad -

دبلوماسية باريس تدخل على الخط.
يوم أمس، التقى دينغ لي، سفير الصين بفرنسا، بسفيرة المغرب في باريس، سميرة سيطايل،.. في لقاء وصف بالهادئ لكنه بالغ الرمزية. النقاش دار حول عمق العلاقات الثنائية،.. وتطور مسار الشراكة الاستراتيجية، وهو لقاء قد لا يبدو لافتا في أعين العامة، لكنه في عرف الدبلوماسيين،.. مؤشر دقيق على إعادة رسم المواقف في ملفات حساسة.

لقاء شي جينبينغ بولي العهد.. لم يكن مجرد زيارة بروتوكولية


الزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى الرباط، ولقاؤه بولي العهد الأمير مولاي الحسن،.. لم تكن مجاملة دبلوماسية عابرة، بل دليلا على اهتمام استثنائي توليه بكين للمغرب. وهي إشارة قوية لتثبيت المغرب كحليف استراتيجي في القارة الإفريقية، وربما كبوابة إلى أوروبا أيضا،.. خاصة في ظل الرهانات الصينية الكبرى على طريق الحرير ومشاريع الربط البحري.

تسعى الصين، كقوة اقتصادية عالمية، إلى توسيع استثماراتها في إفريقيا،.. ولا ترى بديلا عن المغرب كمنصة آمنة ومستقرة، ما يجعل الاعتراف بوحدة ترابه الوطني ليس فقط موقفا سياسيا،.. بل قرارا استراتيجيا يصب في مصلحة استقرار المصالح الصينية في المنطقة،.. خصوصا أمام زحف شركات غربية نحو الاستثمار في الأقاليم الجنوبية.

مقالات ذات صلة