الأكثر مشاهدة

45% من الأشغال أنجزت.. هل تنجو البيضاء من فوضى سيدي معروف قبل نهاية السنة؟

وسط دينامية عمرانية خانقة واختناق مروري مزمن، تشهد المنطقة الجنوبية للعاصمة الاقتصادية للمملكة، وتحديدا مفترق سيدي معروف، أشغال تهيئة غير مسبوقة. المشروع الذي دخل مراحله المتقدمة يمثل أحد أكثر الأوراش جرأة من الناحية الهندسية، إذ تراهن الدولة من خلاله على إنهاء معاناة عشرات الآلاف من مستعملي الطريق يوميا، عبر إنشاء بدال طرق متعدد المستويات بتصميم مزدوج بين «التوربين» و«التريفل».

في تصريح رسمي، أوضح يوسف المنوار، المسؤول التقني بشركة “ADM Projet”، أن المفترق الذي يربط بين الطريق السيار المداري للدار البيضاء والطريق السيار المؤدي نحو برشيد، يعرف كثافة مرورية تفوق 140 ألف عربة يوميا. هذا ما جعل من إعادة هيكلته أولوية وطنية، باعتباره واحدا من أعقد النقاط الطرقية من حيث تدفق السيارات.

“حرب ضد الزحام”: 8 منشآت فنية و5 ممرات في كل اتجاه

المشروع يتميز، حسب المنوار، ببنية تحتية فريدة، تشمل ثماني منشآت فنية عبارة عن جسور وتمديدات تمر فوق وتحت الطريق السيار، إلى جانب إعادة تهيئة شاملة للممرات، وإضافة ممرات جديدة، بحيث سيتوفر المدخل والمخرج على خمس ممرات في كل اتجاه، وهو ما سيساهم في تحسين حركة السير وضمان الانسيابية، خصوصا خلال أوقات الذروة.

- Ad -

رغم تعقيد المشروع وتنوع تدخلاته، فقد بلغت نسبة تقدم الأشغال حوالي 45 في المائة، مع التزام السلطات المعنية بتسليم المشروع قبل نهاية السنة الجارية، في خطوة تأمل منها السلطات تحسين جودة التنقل الحضري والربط الطرقي بين أهم مداخل الدار البيضاء.

الورش الكبير تقدر تكلفته بحوالي 500 مليون درهم، ويأتي بتمويل مشترك من خمس جهات رسمية: وزارة التجهيز والماء، وزارة الاقتصاد والمالية، وزارة الداخلية، الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، ثم مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للبدال في بنية التنقل الطرقي الوطني.

في نهاية المطاف، تراهن السلطات على أن يمثل مشروع بدال سيدي معروف نموذجا جديدا في تهيئة مداخل المدن الكبرى، خصوصا في ظل التوسع العمراني الذي تعرفه الدار البيضاء، وتزايد الاعتماد على السيارات الخاصة. هذا المشروع، الذي ينفرد على الصعيد الوطني بتركيبته الهندسية، يطمح إلى إنهاء عقدين من المعاناة المرورية التي أرقت سكان البيضاء وزوارها.

مقالات ذات صلة