الأكثر مشاهدة

“هوتة AMO”: حملة “القافلات الطبية” الجديدة تستهدف فقراء القرى لـ “استنزاف” صندوق التغطية الصحية

في ظاهرة مثيرة للقلق تكشف عن استغلال ممنهج لنظام التغطية الصحية الإجبارية (AMO)، حذر الدكتور أمين المجهد، الاختصاصي في أمراض القلب، من تحول صندوق التأمين الصحي إلى “هوتة” تستنزفها المصحات الخاصة من جيوب المواطنين. فبعد تجاوز مرحلة إجراء “فحوصات غير ضرورية” داخل المصحات، انتقلت آلة الاستنزاف الآن إلى مرحلة “الرفل” (Rafler) المنظم، عبر تنظيم قوافل طبية في المغرب المنسي هدفها الحقيقي هو “التنقيب” عن حاملي بطاقات الـ AMO.

من الجبل إلى قاعة القسطرة.. فحص بـ 6000 درهم لامرأة سليمة!

روى الدكتور المجهد قصة سيدة مسنة تقطن في دوار جبلي منعزل بنواحي تالوين. هذه السيدة، التي لا تتناول أي أدوية وتحرث الجبل للاهتمام بفلاحتها، زارتها “قافلة طبية” تابعة لمصحة خاصة. بعد عملية “فرز” دقيقة للساكنة، تم استهداف كل من يتوفر على تغطية AMO.

طلب من السيدة الانتقال إلى تارودانت لإجراء فحوصات قلب معمقة بدعوى وجود “شكوك”، مع طمأنتها على أن التكلفة “لن تكلفها أي درهم”. المفاجأة كانت في التقرير الطبي: السيدة أخضعت لـ قسطرة شرايين القلب (Coronarographie)، وهو فحص دموي باضع (Invasif) يكلف نحو 6000 درهم، ولا يتم اللجوء إليه إلا في حالات انسداد الشرايين الواضحة بعد استنفاذ جميع الفحوصات العادية (التخطيط، الصدى، اختبار الجهد).

- Ad -

بطبيعة الحال، كانت نتيجة القسطرة عادية، حيث غادرت السيدة المصحة، هي وعدد من ساكنة الدواوير المجاورة، بعد إخضاعهم لسلسلة من الفحوصات العشوائية المكلفة على حساب الصندوق الوطني.

استغلال الجهل والقضاء على مقدرات الصندوق

يشير الدكتور المجهد إلى أن تجاوز المراحل الطبية وتصعيد التشخيص بشكل غير مبرر يمثل إهدارا مقصودا لموارد الصندوق. كما يحذر من أن هذا الأسلوب الجديد يشبه حملات “الاجتياح أو الرفل” (La rafle)، حيث يتم “جمع المغاربة الفقراء” من الدواوير النائية وإخضاعهم “قسرا” لهذه الفحوصات الباهظة.

ويصف الدكتور المجهد هذا السلوك بـ “الاختطاف القسري”، حيث يتم التدليس على المريض واستغلال جهله وإغراؤه بـ “مجانية التداوي”، ليصبحوا بذلك “فئران تجارب” لمشاريع تجارية هدفها الوحيد هو الإجهاز على مقدرات صندوق وطني يموله جميع المواطنين.

وتثير هذه الوقائع تساؤلات جدية حول مدى رقابة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) على ملفات التعويض المسبق (Accord de prise en charge préalable)، خاصة في الحالات التي لا تتوافق فيها الفحوصات الباهظة مع البروتوكولات الطبية المتعارف عليها.

مقالات ذات صلة