الأكثر مشاهدة

بعد اندماج تاريخي: هيونداي تضع المغرب ومصر على خريطة استثماراتها البحرية

أعلن العملاق الصناعي الكوري الجنوبي “إتش دي هيونداي” عن إعادة هيكلة شاملة لقطاعه البحري، تتضمن اندماج وحدتين تابعتين له بمدينة أولسان، وذلك في سياق خطة توسعية تشمل مشاريع كبرى في الخارج، من بينها المغرب ومصر.

القرار يقضي بدمج شركة هيونداي للصناعات الثقيلة (HHI) مع فرعها متوسط الحجم هيونداي ميبو، لتصبح كيانا واحدا تحت إشراف الشركة الأم HD Korea Shipbuilding & Offshore Engineering، التي تملك حاليا 74 بالمئة من الأولى و42 بالمئة من الثانية، فيما ستحتفظ بنسبة 69 بالمئة بعد الدمج. إدارة المجموعة أوضحت أن هذه العملية تأتي استجابة للتغيرات المتسارعة في سوق صناعة السفن، مع هدف أساسي يتمثل في خفض النفقات وتوحيد النظم التقنية.

المحللون يرون أن هذه الخطوة تعكس مسارا عالميا في قطاع صناعة السفن، حيث كانت الصين واليابان قد اتجهتا سابقا إلى دمج كبرى شركاتهما البحرية لمواجهة التحديات التكنولوجية والمنافسة الدولية.إعادة ترتيب عملاق الصناعات البحرية الكوري

- Ad -

إعادة ترتيب عملاق الصناعات البحرية الكوري

لكن خطط هيونداي لا تقف عند هذا الحد. فالمجموعة تسعى لتوسيع حضورها العسكري عبر برنامج MASGA (Make America Shipbuilding Great Again) الذي أطلق عقب لقاء الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وقد التزمت سيول بضخ استثمارات تتجاوز 150 مليار دولار في الصناعات البحرية وقطاعات استراتيجية داخل الولايات المتحدة، في إطار شراكة مع صندوق الاستثمار الأمريكي Cerberus Capital Management وبنك التنمية الكوري (KDB).

إلى جانب ذلك، تراهن الشركة على خبرتها الكبيرة في صناعة السفن الحربية، حيث سبق لها بناء 106 وحدات عسكرية متنوعة بين مدمرات وغواصات وفرقاطات وسفن مراقبة. ووضعت هدفا طموحا يتمثل في رفع عائدات الدفاع إلى 7,2 مليار دولار سنويا بحلول 2035.

في موازاة هذا التوجه، توسع هيونداي نشاطها في مجال الإصلاحات البحرية، بعد حصولها لأول مرة على عقد من البحرية الأمريكية لصيانة سفينة الدعم USNS Alan Shepard. كما تستثمر في مجال السفن المتخصصة مثل كاسحات الجليد، تماشيا مع البرنامج القطبي الذي تعمل عليه كوريا الجنوبية، حيث تم بالفعل طلب سفينة أبحاث جديدة موجهة للمناطق القطبية.

أما على الصعيد الدولي، فتستعد المجموعة لتأسيس شركة محفظة دولية في سنغافورة بحلول ديسمبر المقبل، لتدبير مشاريعها في فيتنام، والفلبين، إضافة إلى إدارة أصولها المتمثلة في الرافعات والخزانات التي استحوذت عليها من مجموعة Doosan.

وفي ما يخص منطقة شمال إفريقيا، أكد مسؤولو الشركة أن المغرب ومصر مطروحان بقوة لاحتضان مشاريع جديدة في قطاع بناء السفن، وهو ما يفتح الباب أمام فرص استثمارية واعدة قد تسهم في إنعاش قطاع صناعي حيوي بالمنطقة.

مقالات ذات صلة