الأكثر مشاهدة

وضع حجر الأساس  لمشروع مغربي بلجيكي أمريكي  لصيانة طائرات F-16 وC-130

شهدت المنصة الجوية ببنسليمان، يوم الأربعاء 15 أكتوبر، حدثا بارزا في مسار تطوير الصناعة الجوية الوطنية، حيث تم وضع حجر الأساس لأول حظيرة صيانة جوية متطورة، في إطار شراكة تجمع بين شركتي Maintenance Aéro Maroc (MAM)، التابعة لـ Sabena Engineering، وMaintenance Aeronautic Assets (MAA).

ويأتي هذا المشروع ليشكل قفزة نوعية في مسار تمكين المغرب من ريادة قطاع صيانة الطائرات الثقيلة، وخاصة C-130 Hercules وF-16، وتعزيز مكانته كمنصة إقليمية للتميز في مجال الصيانة والإصلاح والتجديد (MRO).

المبادرة هي ثمرة تحالف استراتيجي يجمع بين خبرة Sabena Engineering (مجموعة Orizio)، والدعم المؤسسي لـ MEDZ (مجموعة صندوق الإيداع والتدبير)، والتكنولوجيا المتقدمة لشركة Lockheed Martin الأمريكية.

- Ad -

وقد حضر مراسم وضع حجر الأساس عدد من الشخصيات الرفيعة، من ضمنهم ممثلون عن القوات المسلحة الملكية، وإدارة الدفاع الوطني، وشركتا لوكهيد مارتن وصابينا إنجنيرينغ، في إشارة واضحة إلى البعد الاستراتيجي الذي يكتسيه المشروع بالنسبة للمملكة.

يمتد الحظير الجديد على مساحة تفوق 8000 متر مربع، وسيبنى وفق أعلى المعايير الدولية في مجال صيانة الطائرات.

وسيتيح هذا المركز المتطور تنفيذ عمليات الصيانة الثقيلة (PDM) وأعمال التحديث والتطوير التقني لطائرات C-130 Hercules وF-16، إلى جانب تكوين كفاءات مغربية عالية التأهيل وخلق مناصب شغل تقنية متقدمة في قطاع حساس يرتكز على الابتكار والمعرفة.

ومن المقرر أن يدخل المشروع حيز الخدمة خلال النصف الثاني من سنة 2026، كمرحلة أولى من خطة توسع مستقبلية تشمل لاحقا صيانة المروحيات والطائرات الأخرى.

وفي هذا السياق، قال ستيفان بورتون، الرئيس التنفيذي لشركة Sabena Engineering، إن المشروع “يحمل أهمية استراتيجية بالغة، كونه سيصبح مركزًا إقليميًا لخدمة أساطيل الطائرات بدول البحر الأبيض المتوسط، ويرمز إلى طموح جماعي وثقة متبادلة بين شركاء يتقاسمون الرؤية ذاتها لمستقبل الصيانة الجوية”.

من جانبه، أوضح راي بيسيلي، نائب رئيس العلاقات الدولية بشركة Lockheed Martin، أن هذه الشراكة “تتجاوز البعد الصناعي التقليدي”، إذ تساهم في خلق فرص عمل مؤهلة، وتعزز النمو الصناعي بالمغرب، وترسخ شراكة طويلة الأمد بين المجموعة الأمريكية وشركائها المغاربة والأوروبيين.

لا يقتصر المشروع على كونه استثمارًا تقنيًا أو اقتصاديًا، بل يمثل رافعة حقيقية للسيادة الصناعية للمغرب في مجال الطيران العسكري، ويعكس رؤية الدولة لتعزيز استقلالها التكنولوجي في القطاعات المتقدمة.

كما سيساهم المركز المرتقب في تكوين قطب إقليمي للصيانة والإصلاح (MRO) يخدم ليس فقط السوق الوطنية، بل أيضا دول حوض المتوسط وإفريقيا الشمالية، مما يجعل المغرب نقطة ارتكاز رئيسية في منظومة الصيانة الجوية المدنية والعسكرية على المستوى الإقليمي.

مقالات ذات صلة