في خطوة استراتيجية تهدف إلى حل إحدى أكبر معضلات النقل في العاصمة الاقتصادية، أعلن المغرب عن مشروع ضخم لإنشاء طريق سيار جديد بثلاث مسارات في كل اتجاه يمتد على طول 30 كيلومترا، ويربط بين منطقتي تيط مليل وبرشيد. المشروع، الذي يبلغ إجمالي تكلفته مليارا ونصف المليار درهم، يمثل شريانا حيويا جديدا سيساهم بشكل كبير في فك الخناق المروري عن مدينة الدار البيضاء.
ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من أشغال هذا المشروع الضخم بحلول متم سنة 2025 عوض أبريل 2026، ليفتح آفاقا جديدة أمام حركة التنقل بين شمال وجنوب المدينة. ويهدف هذا الإنجاز إلى تخفيف الضغط الهائل على الطرق الوطنية، وعلى رأسها الطريق رقم 9، الذي يشهد ازدحاما مروريا خانقا يؤثر على تدفق السلع والأفراد.
وقد خصص للمشروع ميزانية ضخمة تبلغ 1.5 مليار درهم، وهو ما يعكس أهميته الاستراتيجية، حيث سيصبح أول طريق سيار في المغرب يتم تصميمه منذ البداية بثلاثة مسارات في كل اتجاه. كما سيشكل محورا لوجستيا رئيسيا، بفضل قدرته على ربط ثلاث طرق سيارة كبرى: الطريق السيار المداري للدار البيضاء، طريق مراكش، وطريق بني ملال.
وإلى جانب تسهيل حركة السير، سيوفر الطريق السيار الجديد ربطا سلسا ومباشرا بين المناطق الصناعية واللوجستية في إقليم مديونة وباقي المدن المغربية. كما سيشكل ممرا حيويا يسهل الوصول من وإلى مطار محمد الخامس الدولي، مما سيعزز من كفاءة الحركة الاقتصادية واللوجستية في المنطقة.
وقد أكد مسؤولون وسائقون، في تصريحات متفرقة، على الأهمية البالغة لهذا المشروع في تحسين البنية التحتية للطرق في المغرب. فبعد سنوات من المعاناة مع الازدحام والتأخير، يأتي هذا الطريق السيار ليقدم حلا ملموسا يضمن انسيابية الحركة ويقلص من أوقات التنقل بشكل كبير.