تسير أشغال تهيئة مفترق سيدي معروف بالدار البيضاء بوتيرة متسارعة، حيث بلغت نسبة التقدم 75 في المائة بعد عشرة أشهر فقط من انطلاق الورش، ما يبشر بتسليم المشروع قبل الموعد المحدد صيف 2026، أي بربح عشرة أشهر كاملة.
المفترق الجديد، الذي يعد الأول من نوعه على الصعيد الوطني بثلاثة مستويات، يمثل خطوة نوعية في مجال البنية التحتية الطرقية بالمغرب. ويؤكد عمر ثقال، المدير العام لشركة “ADM Infrastructures”، أن هذا البدال سيغير بشكل جذري انسيابية حركة السير في واحد من أكثر المحاور الطرقية ازدحاماً بالعاصمة الاقتصادية، إذ يربط شمال المدينة بجنوبها ويشكل نقطة تقاطع إستراتيجية بين الطريق السيار المداري للدار البيضاء والطريق السيار الرابط بينها وبين برشيد.
المكانة الاستراتيجية للمشروع تتضح أكثر بالنظر إلى حجم الحركة اليومية التي تصل إلى نحو 140 ألف مركبة. ولتلبية هذا الضغط، جرى تصميم المنشأة وفق هندسة متقدمة تتضمن قناطر وجسور يتراوح طولها بين 70 و300 متر، وعلو يصل إلى 15 مترا، على ثلاث مستويات، مع توسيع الطريق السيار من ثلاث إلى خمس مسارات في كل اتجاه، وإنشاء مداخل جديدة لتعزيز الربط.
الميزانية المرصودة للمشروع تناهز 500 مليون درهم، مع إيلاء اهتمام خاص للجانب المعماري، حيث جرى الحرص على أن يحمل الطابع المغربي في مظهره الخارجي باعتباره المدخل الجنوبي لمدينة الدار البيضاء. ويؤكد المشرفون أن الأشغال تجري ليل نهار بأياد مغربية، مع الالتزام الصارم بمعايير الجودة والسلامة.
ويأتي مشروع سيدي معروف ضمن حزمة من الأوراش الكبرى التي تشهدها المدينة استعدادا لاحتضان كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم، في إطار رؤية وطنية تسعى إلى تعزيز مكانة المغرب كقطب اقتصادي وسياحي قاري بواجهة حضرية حديثة وبنية تحتية متطورة.