في ظرف عام واحد، تمكنت الطماطم المغربية من تسجيل حضور غير مسبوق في السوق الإسبانية، حيث بلغت الصادرات نحو هذا البلد الأوروبي ما يفوق 80 مليون كيلوغرام بين يونيو 2024 وماي 2025، محققة ارتفاعا بنسبة تفوق 40% مقارنة بالسنة السابقة.
وتعكس هذه الطفرة الديناميكية المتزايدة للصادرات الفلاحية المغربية نحو أوروبا، مستفيدة من هشاشة الإنتاج الإسباني وتزايد الاعتماد على الموردين الخارجيين، خصوصا في فترات تراجع المحاصيل المحلية.
القيمة المالية لهذه الصادرات بلغت 115,35 مليون يورو، بمتوسط سعر وصل إلى 1,44 يورو للكيلوغرام. وقد عرفت الأسعار ذروتها خلال شهر ماي 2025، حيث ارتفع السعر المتوسط إلى 2 يورو للكيلوغرام، وهو فارق لافت مقارنة بسعر 0,51 يورو فقط للكيلوغرام الذي حصل عليه مزارعو البيوت البلاستيكية بإقليم ألميريا الإسباني خلال نفس الفترة.
تلعب الموسمية دورا محوريا في هذا التفاوت. ففي أكتوبر، انخفض سعر الطماطم المغربية إلى أدنى مستوياته (1,07 يورو/كلغ)، بينما كان شهر مربحا للمنتجين الإسبان الذين بلغ متوسط سعر منتوجهم فيه 1,42 يورو/كلغ، ما يبرز التقلبات في ميزان القوة التجارية حسب الفصول.
محافظة ألميريا برزت كأكبر مستورد للطماطم المغربية، حيث استوردت 13,71 مليون كيلوغرام بقيمة إجمالية تجاوزت 16,8 مليون يورو، وبسعر متوسط بلغ 1,21 يورو للكيلوغرام. تلتها غرناطة بـ9,62 ملايين كيلوغرام (13,5 مليون يورو)، ثم مرسية بـ8,17 ملايين كلغ مقابل 6,72 ملايين يورو، مع انخفاض السعر المتوسط إلى 0,82 يورو، مما يعكس ضغوطا كبيرة على هامش الربح.
برشلونة كانت الاستثناء من حيث السعر، إذ سجلت أعلى متوسط على الإطلاق بـ1,55 يورو/كلغ مقابل 6 ملايين كيلوغرام مستوردة، بينما جاءت مدريد في المرتبة الخامسة بـ2,82 ملايين كلغ بسعر 1,6 يورو للكيلوغرام.
هذا التوسع المغربي في السوق الإسبانية يأتي في سياق خطة أوسع لتعزيز الحضور في أوروبا، معتمدة على تنوع الأصناف، انتظام الإمدادات، وتنافسية الأسعار، في وقت تعاني فيه مناطق الإنتاج الإسبانية، خاصة الأندلس، من تأثيرات مناخية سلبية وارتفاع التكاليف الطاقية، ما زاد من هشاشة سلسلة الإنتاج المحلية.