أشعلت خلال الأيام القليلة الماضية أخبار متداولة حول مشروع صناعي ضخم بالمغرب لتجميع طائرات F-16 اهتمام الرأي العام الوطني، لتنكشف لاحقا خلفيات إعلامية متسرعة ومعلومات غير دقيقة، حسب ما أفادت به مصادر عسكرية مطلعة.
فقد نقلت عدة وسائل إعلام مغربية أن المملكة تستعد للانضمام إلى سلسلة الإنتاج العالمية لمقاتلات F-16 Viper المتطورة، وأن أشغال إنشاء وحدة تجميع لهذه الطائرات انطلقت في المنطقة الصناعية “ميدبارك” بعمالة النواصر، غير بعيد عن الدار البيضاء. غير أن منتدى القوات المسلحة الملكية المغربية (FAR-Maroc)، المعروف بمتابعته الدقيقة لقطاع الدفاع الوطني، خرج بتوضيحات تنسف هذه الادعاءات.
وأكد المنتدى أنه لا يوجد في الوقت الراهن أي مشروع قائم لتجميع مقاتلات F-16 داخل التراب المغربي،.. معتبرا أن ما جرى تداوله يستند إلى تأويل خاطئ لوثيقة أمريكية مرتبطة بالصفقات العسكرية العمومية،.. نشرها موقع حكومي أمريكي، واستغلته بعض المنصات الإخبارية دون التحقق من مضامينه.
وفي التفاصيل التقنية،.. يشير المصدر إلى أن التعاون الحالي بين الرباط وشركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية يقتصر على إنشاء وحدة لصيانة وإصلاح طائرات F-16 وC-130،.. وهي خطوة مهمة لكنها لا تعني مطلقا دخول المغرب إلى حلبة تصنيع أو تركيب هياكل هذه الطائرات القتالية.
غير أن منتدى FAR-Maroc لم يغلق الباب كليا أمام تطور التعاون في المستقبل،.. إذ أوضحت أن آفاق التوسع الصناعي في هذا المجال تظل قائمة،.. عبر ما يعرف بآليات “التعويضات الصناعية” (offsets) التي قد تسمح مستقبلا بإنتاج قطع أو مكونات لبعض الطائرات لفائدة دول ثالثة، خصوصا تلك التي ستقتني نسخا مستعملة من مقاتلات F-16.
المنتدى ذاته نفى أيضا الأخبار المتداولة حول مشروع صناعي محتمل مع شركة “إمبراير” البرازيلية بخصوص طائرة الشحن العسكري C-390،.. مشيرا إلى أن هذه الأخيرة وقعت اتفاقيات مماثلة مع دول عديدة دون أن ترى مشاريعها النور.