الأكثر مشاهدة

إفران.. مشاريع بيئية بطموحات عالمية وباستثمارات تفوق 760 مليون درهم

دخلت مدينة إفران، المعروفة بجمالها الطبيعي ومناخها الجبلي الفريد، منعطفا استراتيجيا جديدا في مسارها السياحي، بعد أن أطلقت الشركة المغربية للهندسة السياحية عروضا لإبداء اهتمام المستثمرين من القطاع الخاص، بغرض إحداث مشاريع إيكولوجية مبتكرة داخل حدود المنتزه الوطني لإفران.

في تصريح خاص، أكد المدير العام لـSMIT، عماد برقاد، أن الهدف من هذه الدينامية الجديدة هو جعل المنتزه الوطني لإفران أول وجهة سياحية خضراء في المغرب، وذلك من خلال استقطاب نحو ثلاثين مشروعا خاصا من فئة المقاولات الصغيرة والمتوسطة، على أن تدخل حيز التشغيل بحلول سنة 2028.

ولتعبيد الطريق أمام المستثمرين الخواص، تم رصد غلاف مالي يفوق 734 مليون درهم من طرف عدد من المؤسسات العمومية، تشمل الولاية، والمجالس المحلية، ووزارة السياحة، ووكالة المياه والغابات، وبتنفيذ على مدى أربع سنوات من 2023 إلى 2027. وتشمل الأشغال تحديث البنيات التحتية الحيوية من طرق، ولوحات إرشادية، ومراكز معلومات، ومسارات سياحية مجهزة، ومرافق صحية.

- Ad -

30 مليون درهم من القطاع الخاص لتعزيز تجربة الزوار

في موازاة ذلك، دعت SMIT المستثمرين لإطلاق مبادرات تكميلية بتكلفة إجمالية تناهز 30 مليون درهم، تشمل مشاريع الإيواء البيئي (مثل الأكواخ والمنازل العائمة)، ومطاعم موجهة للطبيعة، وبرامج تنشيطية تربط الزائر بالبيئة والموروث الطبيعي والثقافي للمنطقة.

ومن المرتقب أن يستفيد المستثمرون المنتقون من دعم مالي مباشر قد يصل إلى 500 ألف درهم لكل مشروع، يغطي 50% من تكلفة التهيئة، في إطار حوافز تشجيعية تهدف إلى تسريع وثيرة التنفيذ.

هذا التوجه، الذي يتناغم مع التوجهات العالمية للسياحة المستدامة، سيضع تجربة الزائر في قلب المشروع، ويستهدف فئات جديدة من السياح المحليين والأجانب، خاصة المهتمين بالمغامرات الطبيعية كالمشي الجبلي، والكاياك، واليوغا، والتخييم.

ويراهن المسؤولون على بدء جني أولى الثمار الفعلية للمشروع بحلول سنة 2026، من حيث ارتفاع عدد الزوار، وخلق مناصب شغل جديدة، وإطالة مدة إقامة السياح خارج الموسم الشتوي المعتاد.

وبحسب عماد برقاد، فإن ما يجري اليوم في إفران ليس فقط عملية تحديث بنيات أو جلب استثمارات، بل هو “إعادة تشكيل عميقة لهوية السياحة الجبلية بالمغرب، قائمة على احترام البيئة، وإشراك الساكنة، وتوسيع العرض السياحي ليتجاوز التزلج إلى تجربة بيئية متكاملة”.

مقالات ذات صلة