في مواجهة داء الحصبة أو ما يعرف بـ”بوحمرون”، الذي يواصل الانتشار بين الصغار والكبار في مختلف المناطق، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية حالة استنفار صحي لمحاصرة البؤر وتطويق تداعيات المرض، الذي يهدد صحة المواطنين ويعيد إلى الواجهة أهمية التلقيح كخط دفاع أول.
ليس بوحمرون مجرد طفح جلدي أو سعال مزعج؛ إنه فيروس خطير يصيب الجهاز التنفسي ويمكن أن يتسبب في مضاعفات قاتلة، أبرزها التهاب الرئتين والدماغ، وحتى الوفاة. منذ أكتوبر 2023، سُجلت 19,515 حالة إصابة بمعدل 52,2 لكل 100,000 نسمة، بينما بلغت الوفيات الناجمة عن مضاعفات المرض 107 حالات، نصفها بين الأطفال دون سن 12 عاما.
المرض يبدأ بأعراض تبدو عادية: سيلان الأنف، حمى شديدة، سعال مستمر،.. وعيون حساسة للضوء، لكن سرعان ما يتحول إلى معركة مع مضاعفات قد تكون قاتلة إذا لم تتخذ التدابير الوقائية اللازمة، وأبرزها التلقيح.
وزارة الصحة أكدت أن الوقاية تبدأ بالحصول على جرعتين من اللقاح: الأولى في الشهر التاسع والثانية في الشهر 18. ورغم ذلك،.. فإن الأمل ما زال ممكنا، إذ دعت الوزارة من لم يتلقوا اللقاح في الموعد المحدد إلى الإسراع نحو أقرب مركز صحي لتدارك الجرعات المفقودة. الحملة الوطنية للتلقيح، التي أطلقت تحت شعار “بوحمرون خاصنا نوقفوه.. بالتلقيح نقدروا نحاربوه”، تمثل فرصة ذهبية لقطع الطريق على انتشار المرض.
الحصبة تنتقل بسهولة عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس،.. وحتى من خلال ملامسة الأسطح الملوثة. من هنا، شددت الوزارة على أهمية النظافة الشخصية والعزل المنزلي للمرضى. غسل اليدين باستمرار، استخدام المناديل الورقية عند العطس،.. والتزام المنزل لمدة خمسة أيام بعد ظهور الطفح الجلدي هي إجراءات بسيطة لكنها فعالة في الحد من العدوى.
إقرا أيضا :CNSS يمدد خدماته ليومي السبت والأحد
تحذيرات الوزارة لم تتوقف عند المرضى فقط، بل شملت تنبيه الأصحاء أيضا،.. خاصة الأطفال الصغار، النساء الحوامل، وكبار السن، ممن يمثلون الفئات الأكثر عرضة لخطر المضاعفات. الحصبة قد تؤدي إلى ولادة مبكرة أو مضاعفات خطيرة لدى النساء الحوامل، ما يجعل الوقاية ضرورة وليست خيارا.