الأكثر مشاهدة

التحلية تصل إلى خريبكة.. مشروع جريء يصنع الفرق

في خضم التحديات البيئية التي تعيشها المملكة، جاء إعلان مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) عن تشغيل أنبوب الماء الجديد الرابط بين الجرف الأصفر وخريبكة، كمؤشر قوي على دخول المغرب مرحلة جديدة من إدارة موارده المائية، وفق رؤية تراهن على الحلول غير التقليدية والابتكار المستدام.

المنشأة، التي تحمل اسم J2K، تم تدشينها من طرف شركة “OCP Green Water”، الفرع المسؤول عن تدبير الموارد المائية غير التقليدية داخل المجموعة. وتمثل هذه البنية التحتية نقلة نوعية في جهود المجموعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي المائي من مصادر بديلة، قبل عامين كاملين من الموعد المحدد سلفا في أفق سنة 2027.

200 كيلومتر من الأمل

يبلغ طول الأنبوب حوالي 200 كيلومتر، ويمتد من وحدة لتحلية مياه البحر في الجرف الأصفر، وصولا إلى قلب الحوض الفوسفاطي بخريبكة. هذا المشروع ليس فقط لتأمين الحاجيات الصناعية للمجمع، بل يطمح في مرحلته الثانية إلى المساهمة في تغطية احتياجات المدينة من مياه الشرب، في سياق تكاثرت فيه مظاهر الإجهاد المائي بجميع ربوع البلاد.

- Ad -

كما يشير بلاغ صادر عن OCP إلى أن الوحدة الجديدة للتحلية مصممة خصيصا لتلبية حاجيات خريبكة، بقدرة إنتاجية تصل إلى 80 مليون متر مكعب سنويا، لتصبح بذلك أول منشأة من نوعها في المغرب تخصص لنقل مياه محلاة على مسافة بهذا الحجم.

إلى جانب ذلك، نجحت OCP في تحقيق الاستقلالية المائية لمواقعها الصناعية ببنجرير، عبر استخدام المياه العادمة المعالجة التي تنقل من محطة مراكش، في تجربة رائدة تم تفعيلها منذ 15 يونيو 2025، وهو ما يعكس مدى التكامل بين المشاريع داخل منظومة OCP Green Water.

وبهذه الخطوتين، تصبح المجموعة أول فاعل صناعي في المغرب يحقق الاكتفاء المائي انطلاقا من مصادر غير تقليدية، ما يمنحها ريادة حقيقية في هذا المجال الحساس.

صناعة بنفس اجتماعي

لم يكن الأثر مقتصرا على البعد البيئي أو الصناعي، بل امتد ليشمل التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق المعنية. إذ أن مشروع J2K استغرق سنتين من الإنجاز، وخلق ما يقرب من مليون يوم عمل، بمتوسط بلغ 1300 منصب شغل يومي، 85% منها من أبناء المناطق المستفيدة.

وفي المرحلة التشغيلية، وفر المشروع 100 فرصة عمل دائمة، ما يعزز فرص التشغيل المحلي ويؤكد أن مشاريع الاستدامة يمكن أن تكون أيضا حافزا للتنمية البشرية.

المشروع تم بتعاون بين شركة JESA، وعدد من مكاتب الدراسات الهندسية العالمية، في حين أنجزه تحالف من المقاولات المغربية التي تم اختيارها في إطار منافسة دولية. وقد ساهم هذا النموذج من التعاون بين الخبرات الوطنية والدولية في تجاوز الصعوبات التقنية، وتسليم المشروع في وقت قياسي يحسب للمغرب ولطاقاته الوطنية.

يسعدني تلقي رسائلكم على: ayoub.anfanews@gmail.com

مقالات ذات صلة