الأكثر مشاهدة

التقارب المغربي الجزائري في 1969.. لماذا أقلق الولايات المتحدة والجيران المغاربيين؟

كشف مدير مكتب الاستخبارات والأبحاث (هيوز) عن تسارع النشاط الدبلوماسي في المنطقة المغاربية بعد التقارب المغربي الجزائري، وذلك في مذكرة الاستخبارات رقم 195 المؤرخة في 19 مارس 1969. هذا النشاط جاء في أعقاب الزيارة الناجحة للرئيس الجزائري هواري بومدين إلى المغرب في يناير من نفس العام، حيث أصبح “عدم الانحياز” هو الشعار الرئيسي في المغرب والجزائر.

وفي سياق هذه التطورات، أوضحت الوثيقة الاستخباراتية المنشورة في الأرشيف الأمريكي،..  أن المغرب والجزائر كانا يسعيان لتعزيز علاقاتهما بشكل كبير، حتى وقعا اتفاقا ماليا، وسعيا لتسوية الخلافات بين تونس وليبيا.

تقول الوثيقة أن المحللون الاستخباراتيون رأوا في هذا التقارب بأنه يمكن أن يفتح الباب أمام تحسين العلاقات بين المغرب والاتحاد السوفيتي، مما من شأنه ان يؤثر في التوازن الإقليمي.

أشارت المذكرة إلى أن المغرب كان يبحث آنذاك عن شركاء جدد بسبب تقليص فرنسا لجزء كبير من المساعدات في أعقاب قضية بن بركة في عام 1965. وبسبب التأخير في توريد الولايات المتحدة للأسلحة بعد حرب يونيو 1967، بدأ المغرب يسعى لتوسيع خياراته الدبلوماسية وتحسين علاقاته مع الاتحاد السوفيتي.

فيما يتعلق بالجزائر، فإنها حسب الوثيقة الاستخباراتية،.. كانت تحاول تجنب الاعتماد الكبير على فرنسا أو الاتحاد السوفيتي، حيث طلبت المزيد من المساعدة العسكرية الفرنسية لتقليل التأثير السوفيتي. ورأى المحللون أن هذا الاتجاه قد يساعد في إبقاء الفرنسيين متيقظين تجاه المنطقة.

لماذا أقلق التقارب المغربي الجزائري تونس وليبيا؟

في الوقت نفسه، تقول الوثيقة أن  تونس وليبيا أظهرتا حذرا أكثر في الاستجابة لتلك التغييرات. حيث خشى التونسيون من فرض نمط جديد على المنطقة من قبل الجزائر والمغرب. وفي يناير، حصل التونسيون على بعض النتائج الواعدة في المحادثات مع الجزائريين حول التعاون الاقتصادي. لكن في وقت لاحق، حاول الجزائريون فرض تسوية حدودية سريعة. وكانت النتيجة المتوقعة هي أن التونسيين تمسكوا بموقفهم.  وسعت تونس إلى توسيع خياراتها الدبلوماسية، بينما خططت ليبيا لزيارة جيرانها المغاربيين وفرنسا.

تظهر المذكرة أن تحولات “عدم الانحياز” لها آثار فورية على الولايات المتحدة،.. حيث يمكن أن يؤثر التحول نحو “عدم الانحياز” على مصالحها بشكل كبير. وهو ما استوجب عليها متابعة التطورات وتكوين استراتيجيات جديدة للتعامل مع هذه التحديات والفرص الجديدة في المستقبل.

أيوب الصابري

- Advertisement -
مقالات ذات صلة