بينما كان البيضاويون يهيئون أنفسهم لاستقبال فصل الصيف بنكهته الخاصة، وجد كثير منهم أنفسهم محاصرين بجيوش من الصراصير والبعوض والحشرات الطائرة والزاحفة التي اجتاحت الأحياء والأسواق والمناطق السكنية وحتى الشواطئ، مع كل موجة حر تضرب المدينة.
في أحياء مثل عين السبع، الحي الحسني، المدينة القديمة، وغيرها، لم تعد النوافذ تفتح لتهوية البيوت، بل لتحريرها من البعوض المزعج. ولم تعد جلسات المساء على الأرصفة ممكنة، لأن الصراصير أصبحت ضيوفا غير مرغوب فيها، تتسلل من البالوعات وتتنزه في الأزقة بكل ثقة.
حملات جماعية ومبيدات مرخصة.. ولكن!
في ردها على هذا الوضع المقلق، كشفت نفيسة رمحان، نائبة رئيسة جماعة الدار البيضاء المكلفة بالقطاع الصحي، أن المجلس الجماعي، بشراكة مع شركة “الدار البيضاء للبيئة”، أطلق حملة موسعة لمحاربة كل ما يزحف أو يطير ويقض مضجع السكان، مشيرة إلى أن الحملة ليست موسمية بل دائمة، مع تكثيف خاص في فصل الصيف.
الحملة تشمل تعقيم مجاري المياه والنقط السوداء، مرورًا بالأسواق البلدية والشواطئ والمناطق الخضراء، اعتمادا على فرق ميدانية مدربة ومجهزة ومواد مرخصة. كما تم توفير رقم أخضر (0800004545) لتلقي شكاوى السكان الذين يعانون من تفشي الحشرات، إلى جانب إمكانية الاتصال المباشر بالمجلس الجماعي.
السبب؟ مياه راكدة وأقبية منسية
غير أن رمحان أوضحت أن المشكل في بعض المناطق، خصوصا الحي الحسني وعين السبع، لا يتعلق بتقصير من الفرق الميدانية، بل بوجود “أقبية” مليئة بالمياه الراكدة، تتحول إلى مزارع لتكاثر البعوض والصراصير. وهذه الوضعية تتطلب، حسب قولها، إفراغ المياه أولا قبل استعمال المبيدات، وإلا فإن العلاج سيكون مؤقتا وغير مجد.
وفي هذا السياق، قالت رمحان إن لقاء ميدانيا مبرمجا سيجمع الفرق التقنية بالساكنة، لشرح الخطوات اللازمة للتخلص من هذا المشكل جذريًا، مع التأكيد على أهمية النظافة كعنصر محوري في منع الحشرات من التمركز والانتشار.
وفي ختام حديثها، دعت المسؤولة الجماعية ساكنة الدار البيضاء إلى التعاون التام مع الفرق الميدانية، والحرص على الالتزام بقواعد النظافة الفردية والجماعية، لأن البيئة غير النظيفة هي الحاضنة الأولى لهذه الحشرات، حتى مع وجود المبيدات والأطر المتخصصة.