تعد موريتانيا واحدة من أغنى الدول الإفريقية بالثروة الحيوانية، حيث تمتلك ما يقارب 30 مليون رأس من المواشي، منها حوالي 20 مليون رأس من الأغنام. هذا المعطى جعل الجارة الجنوبية ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث المخزون الحيواني بعد السودان، وهو ما مكنها من تحقيق اكتفاء ذاتي بل وفتح المجال أمام تصدير الماشية إلى دول مجاورة، خصوصا السنغال ومالي، اللتين تستوردان سنويا أكثر من مليون رأس من الأغنام لتغطية حاجيات عيد الأضحى.
في ظل الارتفاع الملحوظ في أسعار الأضاحي بالمغرب،.. باتت فكرة استيراد الأغنام الموريتانية خيارا مطروحا لدى بعض الفاعلين، خصوصا أن أسعارها تنافسية مقارنة بالأسعار المحلية. حاليا، يتراوح سعر الكبش في السوق المغربية ما بين 4000 و6000 درهم،.. بينما يمكن استيراد الكبش الموريتاني بجودة عالية بسعر لا يتجاوز 1500 درهم،.. ما قد يخفف الضغط المالي عن الأسر المغربية خلال مناسبة عيد الأضحى.
رغم توفر الأغنام الموريتانية بكثرة وبأسعار مناسبة، فإن عملية الاستيراد تواجه بعض العوائق،.. أبرزها ضرورة احترام المعايير الصحية الصارمة،.. التي تفرضها السلطات المغربية عبر مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية (ONSSA). ولضمان نجاح هذه العملية، يمكن إنشاء مراكز للحجر الصحي مشتركة بين المغرب وموريتانيا،.. مع فرض دفتر تحملات يضمن جودة الأغنام المستوردة وخلوها من الأمراض.
إلى جانب تلبية الطلب المحلي،.. يمثل استيراد الأغنام الموريتانية فرصة استثمارية مهمة للمستثمرين المغاربة الراغبين في العمل بقطاع اللحوم،.. حيث يمكن تعزيز التعاون بين البلدين لتطوير سلاسل توريد قادرة على ضمان استمرارية الاستيراد على مدار السنة وليس فقط خلال فترة عيد الأضحى.
في حال نجاح هذا المشروع، سيكون المغرب أمام بديل اقتصادي عملي،.. يسهم في استقرار أسعار الأضاحي، ويفتح آفاقا جديدة في التجارة الحيوانية بين البلدين.