الأكثر مشاهدة

المحتوى الهابط يجتاح السوشيال ميديا.. متى يتدخل القانون؟

وسائل التواصل الاجتماعي باتت كيانا يجوب أرجاء البيوت في مختلف أنحاء العالم، يتيح لكل فرد متابعة ما ينسجم مع اهتماماته وقناعاته. إلا أن الأمر يأخذ منحىً مقلقا في مجتمعنا المغربي، حيث تحولت هذه المنصات إلى مصدر قلق متزايد، خصوصا لدى الآباء الذين يخشون انجرار أبنائهم نحو محتويات قد تكون لها عواقب وخيمة.

لكن ما يزيد الأمر سوءا هو الانتشار الواسع لصفحات بعض ما يعرف بـ”المؤثرات”،.. حيث تقدم محتوى لا يمس فقط القيم الأخلاقية لمجتمعنا، بل يتعدى ذلك إلى الإساءة الصريحة لتعاليم ديننا الحنيف،.. الذي رفع مكانة المرأة وشرفها بطريقة غير مسبوقة. والمفارقة المؤلمة أن هذه الصفحات تحظى بمتابعة هائلة،.. ليس فقط من الفئات الشابة، بل حتى من رجال متزوجين وآباء،.. ينجذبون إلى محتويات لا تمت لأي قيمة تربوية أو فكرية بصلة، بل تقتصر على أحاديث مبتذلة أو عروض سطحية تستهدف إثارة الغرائز تحت غطاء “النصيحة”.

الأمر لا يقتصر على النساء فحسب، بل أصبح بعض الرجال أيضا يستغلون هذه المنصات عبر حسابات تهدف ظاهريا لمساعدة الباحثين عن الزواج،.. لكنها تحولت إلى ساحات تعرض فيها النساء أنفسهن بطريقة تمس بالأخلاق، مستخدمات تقنيات التجميل الرقمي للإيقاع بضحايا يبحثون عن الاستقرار. هذه المشاهد تجعل من هذه المنصات أشبه بـ”سوق نخاسة” حديثة،.. حيث يتم تبادل العلاقات بطرق تعيدنا إلى عصور غابرة.

- Ad -

والمؤلم حقا أن يتم استغلال الأطفال في هذه الفوضى الرقمية،.. حيث تنشأ حسابات بأسماء أطفال، تستخدم لجذب المتابعين وتحقيق الأرباح على حساب براءتهم،.. في تجاوز صارخ لكل قوانين حماية الطفولة،.. بل وتحت مرأى القانون الذي يجرم تشغيل الأطفال.

مقالات ذات صلة