في الوقت الذي يترقب فيه المصنعون الإسبان قرارات تجارية قد تعصف بمستقبل صادراتهم، يواصل المغرب تعزيز موقعه كأحد أبرز الوجهات المستوردة للسيراميك الإسباني.
فقد كشفت بيانات المعهد الإسباني للتجارة الخارجية (ICEX) أن قيمة واردات المغرب من السيراميك بلغت 72 مليون يورو حتى منتصف 2025، بزيادة ملحوظة بلغت 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في إشارة إلى دينامية غير مسبوقة في السوق المحلي.
ورغم الضبابية التي تخيم على التجارة الدولية، أغلقت صناعة السيراميك الإسبانية النصف الأول من العام بأرقام إيجابية؛ إذ بلغت صادراتها الإجمالية 1.837 مليار يورو، مقابل 1.814 مليار يورو في الفترة نفسها من 2024، بينما استقرت الكميات المصدّرة عند حدود 3.1 ملايين طن.
الولايات المتحدة تتصدر.. لكن القلق يتزايد
لا تزال الولايات المتحدة الشريك التجاري الأبرز لإسبانيا في هذا القطاع، حيث استوردت ما قيمته 263.3 مليون يورو في النصف الأول من العام. غير أن شهر يونيو كشف عن تباطؤ في وتيرة النمو، إذ لم يتجاوز الارتفاع 1% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يراه خبراء مؤشرا على حذر الأسواق قبيل دخول الرسوم الجمركية الأمريكية المقترحة (15%) حيز التنفيذ في غشت المقبل.
في مقابل هذا التباطؤ الأمريكي، برزت أسواق أخرى كوجهات بديلة واعدة، أبرزها المغرب، إسرائيل، والمملكة المتحدة، التي سجلت كلها نموا لافتا في وارداتها. أما داخل الاتحاد الأوروبي، فقد طغى الانكماش على الأداء العام، حيث سجلت فرنسا تراجعا بـ -10%، وإيطاليا -7%، وألمانيا -6%، بينما شكلت البرتغال الاستثناء بزيادة 6%.
محليا، شهدت مقاطعة كاستيلون – القلب النابض لصناعة السيراميك – تراجعا طفيفا في صادراتها خلال يونيو بـ -1.12%. ورغم حفاظ السيراميك على أداء إيجابي (+1%)، فإن قطاعات أخرى كبعض الماكينات والمواد البلاستيكية والسيارات تكبدت خسائر فادحة وصلت إلى -41.18% بالنسبة للمركبات.
تحذيرات من المستقبل
في قراءة استباقية، حذرت غرفة تجارة كاستيلون من احتمال انخفاض الصادرات بما يصل إلى 10% في الأشهر المقبلة، وهو ما قد يترجم إلى خسارة تناهز مليار يورو على مستوى المقاطعة، منها 57 مليون يورو في قطاع السيراميك وحده، مما يضع هذه الصناعة أمام اختبار صعب بين متطلبات السوق العالمي وضغوط المنافسة.