كشف علماء أن الأرض قد تكون في منتصف دورة تشكيل قارة عملاقة جديدة تعرف بـ “بانجيا ألتيما”، نتيجة لتحول الصفائح التكتونية. ووفقا لنموذج تنبؤي، ستلتقي القارتان الأوروبية والإفريقية، مما يؤدي إلى التقاء إسبانيا والمغرب عند مضيق جبل طارق.
وتشير دراسة حديثة إلى أن الكوكب سيكمل تكوينه الجديد خلال 250 مليون سنة، ليشكل ما يسمى بـ “بانجيا ألتيما”. الرسوم المتحركة التي تعيد تشكيل التكوين المستقبلي لهذه القارة العملاقة توضح أن شبه الجزيرة الأيبيرية وإفريقيا تتحركان نحو بعضهما البعض، ومن المتوقع أن تصطدم سواحلهما، حيث من المحتمل أن تندمج سواحل شرق الأندلس مع سواحل المغرب والجزائر.
الجيوسيولوجي كريستوفر سكوتيز يتوقع أنه في غضون 250 مليون سنة،.. ستصبح البلدان الحالية مثل إسبانيا والبرتغال والمغرب واقعة في أقصى شمال الكوكب.
هل ستكون بانجيا ألتيما نهاية الحضارة البشرية؟
ومع ذلك، قد لا يشهد البشر هذا التغيير الجذري،.. إذ يتوقع الباحثون أن ما يصل إلى 92% من الأرض قد تصبح غير صالحة للسكن للثدييات. الدكتور ألكسندر فارنسورث، المؤلف الرئيسي والباحث المشارك في جامعة بريستول،.. أوضح أن القارة العملاقة الجديدة ستخلق تهديدا ثلاثيا يشمل التأثير القاري، وارتفاع حرارة الشمس،.. وزيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى بيئة معادية وخالية من مصادر الغذاء والماء للثدييات.
وأشار فارنسورث إلى أن درجات الحرارة المنتشرة التي تتراوح بين 40 و50 درجة مئوية،.. مع مستويات رطوبة عالية، ستحدد مصيرنا في النهاية.
الدكتورة يونيس لو، الباحثة المشاركة في الدراسة والباحثة في مجال تغير المناخ والصحة بجامعة بريستول،.. حذرت من أهمية عدم التغاضي عن أزمة المناخ الحالية الناجمة عن انبعاثات الغازات الدفيئة البشرية. وأكدت أنه في حين يتوقع أن يصبح الكوكب غير صالح للسكن في غضون 250 مليون سنة،.. فإننا نشهد بالفعل حرارة شديدة تؤثر على صحة الإنسان اليوم،.. مما يستدعي تحقيق صافي انبعاثات صفرية في أقرب وقت ممكن.
وقام الفريق الدولي من العلماء بتطبيق نماذج مناخية لمحاكاة اتجاهات درجة الحرارة والرياح والأمطار والرطوبة في القارة العملاقة المتوقعة، بانجيا ألتيما، التي قد تتشكل في الـ 250 مليون سنة القادمة.
لتقدير المستوى المستقبلي لثاني أكسيد الكربون، استخدم الفريق نماذج لحركة الصفائح التكتونية وكيمياء المحيطات وعلم الأحياء لرسم خريطة لمدخلات ومخرجات ثاني أكسيد الكربون. البروفيسور بنجامين ميلز من جامعة ليدز، الذي أشرف على هذه الحسابات، أشار إلى أن ثاني أكسيد الكربون قد يرتفع من حوالي 400 جزء في المليون اليوم إلى أكثر من 600 جزء في المليون في عدة ملايين من السنين، بافتراض توقف البشر عن حرق الوقود الأحفوري، وإلا فسنرى هذه الأرقام أسرع بكثير.