تشهد مدينة طنجة في الفترة الأخيرة دينامية عمرانية متسارعة، في سياق استعدادها لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم عام 2025، حيث تم الشروع في توسيع مجموعة من المحاور الطرقية الحيوية المؤدية إلى ملعب طنجة الكبير، بهدف تخفيف الضغط المروري وضمان انسيابية تنقل الجماهير والزوار.
المشروع، الذي انطلق على مراحل، يهم بالأساس الشوارع الكبرى التي تعرف اختناقات مرورية متكررة، وعلى رأسها شارع مولاي رشيد وشارع القدس، وكذا الطريق الدائري الرئيسي، بالإضافة إلى المحاور المجاورة لسوق الجملة القديم ومناطق الرهراه والغلف.
وتمثل هذه المناطق نقاط ارتكاز استراتيجية داخل النسيج الحضري للمدينة، خاصة أن شارع القدس على وجه الخصوص يعد شريانا رئيسيا يربط بين المحطة الطرقية الجديدة ومدخل المدينة الجنوبي المؤدي إلى الطريق السيار (البياج – لوطوروت)، كما يعتبر ممرا يوميا رئيسيا لنقل العمال والعاملات.
الملاحظ أن وتيرة التحضير لهذا الورش تتسارع، غير أن عددا من المناطق لم يتم بعد إدراجها ضمن نطاق الأشغال، رغم أنها تعاني من اختناق مروري خانق، ما يفرض – حسب مراقبين محليين – الإسراع بإعداد دراسات توسعة إضافية، تهم المحاور التي لم تشمل بعد، مثل الربط بين بني مكادة والطريق السيار الجنوبي.
إقرأ أيضا: الطرق السيارة تطلق مشروعا بـ 605 ملايين درهم لربط ملعب بنسليمان بمحاور كبرى
وتشير معطيات ميدانية إلى أن حجم حركة السير في المدينة قد تضاعف بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، بسبب ارتفاع عدد السيارات الخاصة، وهو ما قد يتفاقم مع استقبال الوفود والمشجعين خلال “كان 2025”. الأمر الذي يحتم، بحسب مهندسين جماعيين، اعتماد حلول فورية وشاملة بدل الاكتفاء بالتوسعة الجزئية.
ويتخوف بعض المتتبعين من أن تؤدي البنيات التحتية الحالية إلى فوضى مرورية خلال التظاهرة القارية، ما لم تستكمل أشغال توسيع الطرق بطنجة في الوقت المناسب، وتخصَص الموارد اللازمة لضمان جاهزية المدينة في الموعد الرياضي الأبرز.
تجدر الإشارة إلى أن ملعب طنجة الكبير سيحتضن عددا من المباريات المهمة في بطولة كأس إفريقيا المقبلة، ما يجعل من تهيئة محيطه المروري أولوية ملحة لضمان صورة حضارية وتنظيمية مشرفة للمغرب.