تصاعدت حالة من القلق في الأوساط السياسية بإسبانيا مؤخرا، بعدما كشفت تقارير إعلامية من جزر الكناري عن تخوفات مدريد من دعم محتمل من طرف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمغرب، في إطار استغلال مشترك للثروات الطبيعية البحرية، خاصة المعادن النادرة بجبل تروبيك في الأطلسي.
حسب ما أورده الموقع الإخباري ذاته، تتوجس الحكومة الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيز من أي تحالف استراتيجي بين الرباط وواشنطن قد يمكن المغرب من بسط سيطرته على مناطق بحرية غنية بالموارد، خاصة جبل تروبيك الذي يقع في منطقة ما تزال موضع نزاع بين البلدين. ويوصف هذا الجبل البحري بكونه “كنزا تحت الماء” لما يحتوي عليه من كميات ضخمة من الكوبالت، التيلوريوم، ومعادن نادرة أخرى تشكل أساس الصناعات التكنولوجية الحديثة.
وفي سياق متصل، فإن اهتمام ترامب بالمعادن النادرة لم يأت من فراغ، بل يرتبط مباشرة بالتصعيد التجاري ضد الصين، المورد الرئيسي لهذه المواد إلى الولايات المتحدة. فقد فرض ترامب، إبان رئاسته، رسوما جمركية ثقيلة بلغت 245 بالمائة على الواردات الصينية من المعادن النادرة، تحسبا لأي محاولة من بكين لقطع الإمدادات الحيوية عن واشنطن.
إقرأ أيضا: المغرب يعبر عن اهتمامه بمعادن زامبيا لتعزيز صناعته لبطاريات للسيارات الكهربائية
وتكتسي هذه المعادن أهمية استراتيجية بالغة، إذ تدخل في تصنيع الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، ومعدات الطاقة المتجددة، والأنظمة الدفاعية، إضافة إلى التطبيقات الفضائية مثل الأقمار الصناعية والصواريخ، فضلا عن البطاريات والمغناطيسات عالية الأداء والمحركات الكهربائية.
أما جبل تروبيك نفسه، فهو يقع في أعماق المحيط الأطلسي، على مسافات تتراوح بين ألف وأربعة آلاف متر تحت سطح البحر، ويعد من أغنى المناطق عالميا بالمواد الخام الصناعية والمعادن الاستراتيجية، مما يجعله محط أطماع القوى الكبرى والشركات العالمية المتخصصة في استخراج المعادن من قاع البحار.