الأكثر مشاهدة

دراسة: اللياقة البدنية والعضلات تقلل خطر الوفاة بالسرطان بنسبة 46٪

في الوقت الذي تستعد فيه الأنظمة الصحية حول العالم لمواجهة ارتفاع قياسي في عدد المصابين بالسرطان خلال سنة 2025، كشفت دراسة علمية جديدة عن سلاح غير متوقع يمكن أن يقلص بشكل كبير من خطر الوفاة الناتجة عن المرض: العضلات.

الدراسة التي نشرتها المجلة البريطانية لطب الرياضة British Journal of Sports Medicine، توصلت إلى أن الحفاظ على قوة عضلية ولياقة بدنية جيدة يمكن أن يحد من وفيات السرطان بنسبة تتراوح بين 31 و46%، خاصة في الحالات المتقدمة من المرض.

اعتمد الباحثون على تحليل بيانات مستخلصة من 42 دراسة سابقة، شملت أزيد من 47 ألف مريض مصاب بالسرطان. الهدف كان دقيقا: التحقق مما إذا كانت القوة العضلية واللياقة القلبية التنفسية تلعب دورا في فرص النجاة.

- Ad -

النتائج كانت قاطعة: الأشخاص الذين يتمتعون بقوة عضلية عالية، قيست بمعيار بسيط هو قوة قبضة اليد، أظهروا تراجعا في خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 31% مقارنة بمن يعانون ضعفا عضليا.

وبالنسبة لمؤشر اللياقة القلبية التنفسية، الذي تم تقييمه باستخدام اختبارات المشي أو قياس الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين (VO2max)، فقد سجل انخفاضا في خطر الوفاة بنسبة 46% لدى الفئات ذات اللياقة العالية، خاصة لدى مرضى سرطان الرئة.

سرطان متقدم لا يعني الاستسلام

أهمية الدراسة تكمن أيضا في تسليطها الضوء على فعالية هذا العامل لدى من يعانون من سرطانات في مراحلها المتقدمة، كسرطان الجهاز الهضمي والرئة، حيث أظهر المرضى أصحاب البنية العضلية القوية استجابة أكبر للعلاج، ومعدلات بقاء أطول.

الباحثون أوضحوا أن الضعف العضلي وانخفاض اللياقة القلبية التنفسية، المصاحب غالبا لتقدم السرطان، يؤديان إلى تدهور جودة الحياة، وزيادة خطر الوفاة. وهو ما يجعل من دعم القوة الجسدية أثناء العلاج ضرورة صحية وليس مجرد رفاهية.

النتائج تدفع نحو إعادة التفكير في المسار العلاجي لمرضى السرطان. إذ تؤكد أن تقوية العضلات والحفاظ على اللياقة لا يجب أن تظل فقط مرحلة وقائية، بل يجب أن تمتد إلى مرحلة العلاج نفسها.

فممارسة التمارين، ولو بشكل معتدل وتحت إشراف طبي، يمكن أن تسهم في تحسين مؤشرات البقاء، وتعزيز مقاومة الجسم للآثار الجانبية للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

مقالات ذات صلة