الأكثر مشاهدة

موت بطيء في شيشاوة.. طفل يلقي حتفه بعد لسعة عقرب والدواء غائب

انهارت صرخة الطفولة مساء الأربعاء في دوار تويشي بجماعة امزوضة، حين أسلم طفل لم يتجاوز خمس سنوات روحه لربه، بعد معاناة قاسية مع سم عقرب اخترق جسده ولم يجد في طريقه مقاومة سوى جسد صغير ونظام صحي غائب.

الطفل، الذي كان يلعب داخل بيت أسرته، لم يكن يدري أن نهاية حياته ستكون على يد حشرة قاتلة تسكن في الظل. لحظات من الألم الحاد، صراخ، ثم غيبوبة تامة، دفعت أهله لنقله بسرعة إلى أقرب مركز صحي. لكن الوقت كان قد فات، والسم فعل فعله.

ليست هذه المأساة الأولى من نوعها في إقليم شيشاوة، فقبل أقل من أسبوع فقط، لفظ شاب في الثلاثينيات من عمره أنفاسه الأخيرة بدوار تيغزراتين بجماعة الزاوية النحلية، بعد لسعة مماثلة، وفي ظروف صحية وصفت بـ”الصعبة”. وجه التشابه بين الحالتين؟ الغياب التام للمصل المضاد للسعات العقارب.

- Ad -

فاجعة وفاة الطفل خلفت صدمة في صفوف أسرته وسكان الدوار، الذين يواجهون هذه الأخطار الطبيعية بشكل يومي دون أن توفر لهم الدولة الحد الأدنى من الحماية الطبية. مشاهد الحزن خيمت على القرية، لكن خلف هذه المشاعر تتصاعد مشاعر أخرى أكثر حدة: الغضب من تكرار الحوادث وغياب الحلول.

أين وصلت وعود وزارة الصحة؟

رغم أن وزارة الصحة سبق أن أعلنت عن مخططات وطنية لمواجهة لسعات العقارب، إلا أن الواقع في المناطق القروية، خاصة في شيشاوة ومحيطها، يروي قصة مختلفة: مراكز صحية بلا تجهيزات، أطر طبية محدودة، وأخطر من ذلك، انعدام الأمصال المنقذة للحياة.

ماذا يعني أن يموت طفل بلدغة عقرب في 2025؟ بالنسبة لأهل الضحية، تعني خسارة لا تعوض. لكن بالنسبة للمسؤولين، هل هي مجرد رقم آخر يسجل في الإحصائيات السنوية؟ هذا السؤال تطرحه ساكنة شيشاوة، ومعها كل المناطق التي ما تزال تدفع ثمن التهميش والإهمال.

ما حدث في تويشي وتيغزراتين ليس حادثا معزولا، بل إنذار متكرر بأن الأرواح في القرى ما تزال تزهق بأسباب يمكن تفاديها.. فقط لو حضر المصل، وحضرت الإرادة.

مقالات ذات صلة