الأكثر مشاهدة

قرود الأورانجوتان تعالج نفسها بالأعشاب الطبية!

لطالما عرفنا بذكاء حيوانات الأورانجوتان العالي، ويرجع ذلك جزئيا إلى مهاراتها العملية مثل استخدام الأدوات لكسر المكسرات والبحث عن الحشرات. ولكن تشير الأبحاث الجديدة إلى أن هذه الرئيسيات لديها مهارة مفيدة أخرى: استخدام الأعشاب الطبية.

فقد لاحظ الباحثون ذكرا من حيوانات الأورانجوتان السومطري يعالج جرحا مفتوحا في وجهه باستخدام عصارة وأوراق مضغوطة من نبات معروف بخصائصه المضادة للالتهاب والمسكنة للألم.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يشاهد فيها حيوانات برية تعالج نفسها: من بين أمثلة أخرى، شوهدت حيوانات الأورانجوتان البورني وهي تفرك ذراعيها وساقيها بأوراق مضغوطة من نبات يستخدمه البشر لعلاج آلام العضلات، بينما تم تسجيل الشمبانزي وهي تمضغ نباتات معروفة بمعالجة إلتهابات الديدان وتضع الحشرات على الجروح.

- Ad -

ومع ذلك، فإن الاكتشاف الجديد هو المرة الأولى التي يشاهد فيها حيوان بري يعالج جروحا مفتوحة بمادة معروفة بخصائصها الطبية.

في تقرير لـ “الغارديان” البريطانية، تقول الدكتورة كارولين شوبلي، المؤلفة الرئيسية للبحث والمقيمة في معهد ماكس بلانك للسلوك الحيواني في ألمانيا: “في حالة الشمبانزي، استخدموا الحشرات، ولسوء الحظ لم يتمكن أحد من معرفة ما إذا كانت هذه الحشرات فعالة حقا في التئام الجروح. أما في حالتنا، استخدم الأورانجوتان النبات، وهذا النبات له خصائص طبية معروفة.”

ويقول الفريق إن النتائج تقدم نظرة ثاقبة على أصول العناية البشرية بالجروح – حيث تم ذكر علاج الجروح لأول مرة في مخطوطة طبية تعود إلى عام 2200 قبل الميلاد.

وتضيف شوبلي: “يظهر هذا بالتأكيد أن القدرات المعرفية الأساسية التي تحتاجها للتوصل إلى سلوك كهذا… كانت موجودة على الأرجح في وقت سلفنا المشترك الأخير. إذن فهذا يعود إلى زمن بعيد جدا.”

ثم فعل الأورانجوتان شيئا غير متوقع!

في دورية “تقارير علمية”، تكتب شوبلي وزملاؤها كيف حققوا هذا الاكتشاف أثناء العمل في منطقة بحثية لغابة مطيرة محمية في إندونيسيا.

يصف الفريق كيف لاحظوا أثناء تتبع ذكر أورانجوتان سومطري يدعى راكوس أنه مصاب بجرح جديد في الوجه – ربما نتيجة مشادة مع ذكر آخر. وبعد ثلاثة أيام، شوهد راكوس وهو يتغذى على ساق وأوراق نبات “فيبرياوريا تينكتوريا” – وهو نوع من نباتات اللويف المتسلقة.

يكتب الباحثون: “بعد 13 دقيقة من بدء راكوس في التغذية على اللويف،.. بدأ يمضغ الأوراق دون ابتلاعها ويستخدم أصابعه لوضع عصارة النبات من فمه مباشرة على جرح وجهه.”

لم يكرر راكوس هذه التصرفات فحسب،.. بل قام بعد لحظات قليلة بتلطيخ الجرح بأكمله بالأوراق الممضوغة حتى تم تغطيته بالكامل. وبعد خمسة أيام أغلق الجرح في الوجه، وخلال أسابيع قليلة التئم ولم يتبق منه سوى ندبة صغيرة.

ويقول الفريق إن النبات الذي استخدمه راكوس معروف باحتوائه على مواد لها خصائص مضادة للبكتيريا والالتهاب والفطريات ومضادة للأكسدة ومسكنة للألم ومضادة للسرطان، من بين خصائص أخرى، بينما يستخدم هذا النوع وأنواع اللويف ذات الصلة في الطب التقليدي “لعلاج أمراض مختلفة، مثل الزحار والسكري والملاريا”.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان راكوس قد اكتشف العملية بنفسه أو تعلمها من أورانجوتان آخر،.. على الرغم من عدم ملاحظتها لدى أي فرد آخر.

وأضافت شوبلي أن راكوس يبدو أنه استخدم النبات عن قصد. وقالت: “هذا يظهر أنه يمتلك إلى حد ما القدرات المعرفية التي يحتاجها لعلاج الجرح باستخدام بعض النباتات ذات الفوائد الطبية. لكننا لا نعرف حقا مقدار ما يفهمه.”

مقالات ذات صلة