في خطوة استراتيجية لدعم السيادة التكنولوجية الوطنية، أعطى نزار بركة، وزير التجهيز والماء، انطلاقة أشغال قطب تكنولوجي جديد من قلب الدار البيضاء، وذلك خلال حفل رسمي احتضنته العاصمة الاقتصادية.
القطب، الذي يعد رافعة جديدة في مسار التكوين الهندسي والبحث العلمي، يهدف إلى إعداد جيل من المهندسين المتمكنين من أدوات التكنولوجيا الحديثة والقادرين على الإبداع والابتكار، خصوصا في ظل التحولات الكبرى التي يعيشها العالم في مجالات الطاقة والرقمنة.
وأوضح الوزير أن المشروع يأتي استجابة لتوجيهات ملكية تروم تعزيز السيادة التقنية للمملكة، مضيفا أن “التغيرات التكنولوجية المتسارعة تفرض علينا تطوير استقلاليتنا التقنية والقدرة على اختيار التكنولوجيا الأنسب لنا، خاصة ونحن نخوض مسارا مزدوجا من التحول الطاقي والرقمي”.
الهيكلة العلمية للقطب تدور حول المدرسة الحسنية للأشغال العمومية كمؤسسة مرجعية، وسيندرج ضمنها عدد من المعاهد المتخصصة، في مقدمتها معاهد موجهة للذكاء الاصطناعي، الماء، والفيزياء الكمية، مع الإشارة إلى أن التكوين في هذه المؤسسات سيكون باللغة الإنجليزية بالكامل.
من جانبه، أعلن مدير المدرسة، جواد بوطاهر، أن المؤسسة ستخضع لعملية إعادة هيكلة شاملة تشمل خمسة محاور أساسية، على رأسها تحديث المناهج لتلائم المعايير العالمية، وإنشاء مختبرات متطورة في مجالات النانو والبيانات الضخمة.
ويتضمن المشروع كذلك إعادة تأهيل الحرم الجامعي العائد لسنة 1971، مع إضافة ستة مبان جديدة للسكن الجامعي بسعة 650 غرفة، وتشييد برج علمي يضم مكتبة حديثة، مختبرات متخصصة، فصول دراسية، وحاضنة للمشاريع الناشئة.
وأشار بوطاهر إلى أن هذا الورش سيرتبط بشبكة شراكات أكاديمية دولية، مؤكدا توقيع عدة اتفاقيات تعاون مع جامعات مرموقة عالميا، ومضيفا أن المؤسسة عازمة على توسيع هذا التوجه.