تجددت إشارات واشنطن إلى انخراطها في مساعي التسوية بشأن النزاع حول الصحراء المغربية، في وقت تتعزز فيه شرعية مبادرة الحكم الذاتي دوليا، وتتسارع فيه التصريحات المساندة للموقف المغربي.
كشف مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، عن نية القيام بجولة تشمل المغرب والجزائر، في إطار جهود دبلوماسية جديدة تسعى الولايات المتحدة من خلالها إلى تقريب وجهات النظر بين الجانبين، مع التأكيد على أن “المغرب بلد حليف وشريك”.
وفي تصريحات أدلى بها لقناة “العربية”، أكد بولس أن 200 ألف لاجئ صحراوي في الجزائر يعيشون منذ عقود في انتظار تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي، مضيفا أن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء لا يعني تخلي واشنطن عن دورها كوسيط دولي، بل العكس، فهي لا تزال ملتزمة بإيجاد حل توافقي يضمن الاستقرار في المنطقة المغاربية.
زخم سياسي متجدد لصالح الرباط
هذه التصريحات تأتي بالتوازي مع تأكيدات متكررة من مسؤولين أمريكيين، آخرهم وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي جدّد هذا الشهر دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي المغربي، واعتبره الأساس الوحيد لتحقيق سلام دائم وعادل في المنطقة.
وفي السياق ذاته، أعادت إسبانيا، أمس الخميس، تأكيد موقفها الداعم للمبادرة المغربية،.. معتبرة أنها “الأكثر واقعية وجدية ومصداقية”، بالتزامن مع تقديم المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا لإحاطته أمام مجلس الأمن الدولي.
خلال اليومين الماضيين فقط، انضمت دول أوروبية جديدة إلى قائمة المؤيدين لمبادرة الرباط،.. من بينها هنغاريا، كرواتيا، إستونيا، ومولدافيا. وهو ما يعزز الحضور السياسي والدبلوماسي للمغرب داخل مجلس الأمن وخارجه،.. ويضعف من أطروحات الانفصال التي تدافع عنها الجزائر.
دي ميستورا يرسم خارطة طريق
من جانبه، أكد دي ميستورا، في تقريره أمام مجلس الأمن، أن “الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة”،.. حيث من المرتقب بلورة خارطة طريق جديدة، تهدف إلى تهدئة التوتر الإقليمي من جهة،.. وتحديد أفق ملموس لمسار التسوية الأممية من جهة أخرى.
رغم حدة التوترات بين الرباط والجزائر،.. تبقى الإشارات الأمريكية الأخيرة مؤشرا على إمكانية إعادة فتح قنوات الحوار برعاية دولية. فواشنطن، برمزيتها وموقعها في مجلس الأمن، لا تزال تمسك بخيوط معقدة في هذا الملف،.. في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي باتجاه القبول بمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد قابل للتنفيذ.