في خطوة جديدة نحو تحقيق حلم الربط القاري بين المغرب وإسبانيا، أعلنت شركة دولية عن فوزها بعقد إنجاز دراسة جدوى الحفر ضمن مشروع نفق مضيق جبل طارق. ومن المقرر أن تنتهي هذه الدراسة بحلول يونيو المقبل، بالتزامن مع اقتراب انعقاد الاجتماع الرابع والأربعين للجنة المختلطة العليا المشتركة بين البلدين.
وفقا لما نشرته صحيفة إلباييس الإسبانية، وتأكيدات من شركتي SECEGSA الإسبانية وSNED المغربية، يشهد المشروع اهتماما كبيرا بمناسبة مرور 50 عاما على طرح الفكرة الأولى له في 1974. وبلغت التكلفة المقدرة لإنجاز هذا النفق حوالي 6 مليارات يورو، مع تخصيص ميزانيات جديدة لدعم الدراسات والتعاقد مع شركات متخصصة.
النفق المرتقب سيربط بين منطقتي “مالاباطا” في طنجة و”بونتا بالوما” قرب مدينة طريفة الإسبانية، وسيتيح مرور نحو 13 مليون مسافر سنويا، مما يعزز الروابط الاقتصادية والإنسانية بين البلدين.
فازت شركة Herrenknecht Ibérica S.A الإسبانية، الرائدة في حفر الأنفاق وتطوير التكنولوجيا الخاصة بها، بعقد إنجاز دراسة جدوى الحفر بكلفة تقارب 296,400 يورو (حوالي 3 ملايين درهم مغربي). الدراسة، المتوقع الانتهاء منها في منتصف 2025، ستشمل تقييم التحديات التقنية والجغرافية، خاصة الضغط المائي الكبير بعمق يصل إلى 300 متر.
تأجيل اجتماع اللجنة المختلطة
على صعيد آخر، كان من المرتقب عقد اجتماع اللجنة المختلطة العليا المشتركة في ديسمبر الماضي، لكنه تأجل بسبب الفيضانات التي شهدتها إسبانيا. الاجتماع، المزمع انعقاده قريبا بالمغرب، سيكون محوريا لتحديد برنامج عمل جديد للشركتين المغربية والإسبانية المشرفتين على المشروع.
إقرأ أيضا: إسبانيا تتقدم نحو تحقيق حلم نفق مضيق جبل طارق: دراسة زلزالية قيد الإعداد
وفي تصريح سابق، أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن مشروع إنشاء نفق تجريبي صغير بات وشيكا. الهدف من هذا النفق هو إجراء دراسات ميدانية معمقة لتحديد التحديات التقنية، خاصة تلك المتعلقة بالنشاط الزلزالي والضغط المائي.
هذا المشروع، الذي يمتد على مدار عقود من الدراسات والمفاوضات، يحمل آمالا كبيرة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا، إلى جانب توفير بنية تحتية عابرة للحدود تفتح آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي والاجتماعي.