تمكنت قوات الحرس المدني الإسباني، في عملية نوعية نواحي مدينة ملقة جنوب إسبانيا، من تنفيذ أكبر عملية مصادرة لـ”غاز الضحك” في أوروبا. تعد هذه المادة آفة اجتماعية تنتشر في عدة دول، منها المغرب، وتشكل تهديدا خطيرا على الصحة العامة.
أسفرت العملية الأمنية عن توقيف خمسة أشخاص من جنسيات مختلفة كانوا يروجون “غاز الضحك” في الملاهي الليلية والحانات والمواقع السياحية في المنطقة. وأدت العملية إلى اكتشاف مصنع سري ومصادرة 21 ألف لتر من هذا الغاز، الذي يعتبر من أخطر المواد التي تغزو الأسواق الأوروبية والمغربية.
بدأ التحقيق في هذه القضية منذ فبراير الماضي، عندما حصلت الشرطة القضائية التابعة للحرس المدني على معلومات تفيد بوجود نشاطات غير مشروعة في مستودع صناعي بملقة. وبعد التحريات، تبين أن هذا المستودع يستخدم لتخزين زجاجات “غاز الضحك”.
أوضحت المصادر الأمنية أن الأشخاص الخمسة الذين تم توقيفهم يحملون جنسيات أوروبية ومغاربية،.. بينهم شخص ذو سجل جنائي لارتكابه جرائم تتعلق بالإضرار بالصحة العامة عن طريق ترويج الممنوعات والمخدرات.
تغزو مادة “غاز الضـحك” أيضا المدن المغربية،.. حيث سبق للعديد من الجمعيات الحقوقية والفعاليات المجتمعية أن حذرت من خطر استنشاق هذه المادة على الصحة العامة. وأشارت إلى انتشارها في بعض أماكن الترفيه في مناطق مثل الدار البضاء، مراكش، طنجة، والناظور،.. حيث تعرف في الشمال باسم “كلوبو”.
يتكون “غاز الضحك” من أكسيد النيتروس، وعند استنشاقه يمنح شعورا مؤقتا بالابتهاج والاسترخاء. إلا أن استخدامه قد يؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان الوعي أو التعرض لحوادث مرورية،.. ويمكن أن يتسبب في “تضرر المخ” وحتى الوفاة. ويعرف هذا الغاز بقدرته على تغيير الحالة المزاجية للإنسان، ويستخدم أيضا كمخدر طبي.
تشير تقارير إلى أن عدد مستخدمي “غاز الضحك” يقدر بأكثر من مليون شخص،.. معظمهم تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاما، مما يعكس حجم المشكلة والانتشار الواسع لهذه المادة الخطيرة بين فئة الشباب.