تعتبر صناعة الفراولة في إسبانيا من القطاعات الزراعية التي تعتمد بشكل كبير على العمالة النسائية، حيث يقدر أن نسبة كبيرة من العاملات في حقول الفراولة هن من النساء. ومع أهمية هذا القطاع في الاقتصاد الإسباني، فإن النساء العاملات فيه يعانين من مجموعة من الانتهاكات والمشاكل، بما في ذلك التحرش الجنسي والاستغلال الذي يقع في حقهن في أماكن العمل.
التحرش الجنسي من المشاكل الكبرى التي يعاني منها العديد من النساء في حقول الفراولة في إسبانيا. حيث تظهر التقارير أن العديد من العاملات يتعرضن للتحرش الجنسي من قبل بعض المشرفين أو العمال الذكور في الحقول. الظروف المعيشية في تلك الحقول غالبًا ما تكون غير مستقرة، ما يجعل من الصعب على العاملات الحديث عن هذه الانتهاكات أو تقديم شكاوى رسمية ضد المتحرشين. إذ تجد الكثير من النساء أنفسهن مضطرات للتحمل خوفا من فقدان وظائفهن أو بسبب عدم وجود آليات قانونية لحمايتهن في مواقع العمل الزراعية.
هذه الممارسات ليست مقتصرة فقط على التحرش اللفظي أو المعاكسات،.. بل تشمل أيضا الاعتداءات الجسدية في بعض الحالات. وتظهر الدراسات أن العاملات في هذا القطاع يفتقرن إلى الحماية القانونية الكافية لمقاضاة المسؤولين عن تلك الاعتداءات.
في الآونة الأخيرة،.. تم تداول صورة للممثلة المغربية فاطمة عاطف تظهر فيها وهي تعمل في أحد حقول الفراولة في إسبانيا. كانت الصورة مرفقة بتعليقات تروج لفكرة أن فاطمة اضطرت للعمل في هذه الحقول بسبب ظروفها المادية الصعبة بعد غياب طويل عن الشاشة. هذه الإشاعات أثارت الجدل على منصات التواصل الاجتماعي،.. خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تعاني منها العديد من النساء العاملات في هذا المجال.
لكن وفقا لمصادر مقربة من فاطمة عاطف،.. فإن هذه الصورة تعود إلى كواليس أحد أعمالها الفنية، ولا علاقة لها بوضعها المادي أو المعاناة من الظروف التي تعيشها العاملات في حقول الفراولة. كما أكدت المصادر أن فاطمة عاطف ليست في وضع مادي صعب،.. حيث تعمل أيضا موظفة في وزارة الثقافة في مدينة مكناس. وبذلك، فإن ربط اسمها مع معاناة العاملات في الحقول هو مجرد إشاعة تهدف إلى إثارة الجدل.
الاستغلال الجنسي في حقول الفراولة
عندما يتم الحديث عن العاملات في حقول الفراولة في إسبانيا،.. يتضح أن الاستغلال الجنسي ليس سوى جزء من المأساة الأكبر التي يعانين منها. فإلى جانب التحرش الجنسي، تتعرض هؤلاء النساء لاستغلال اقتصادي وجبري،.. حيث تدفع أجورهن بشكل غير عادل،.. وغالبا ما يجبرن على العمل في ظروف غير إنسانية. في بعض الحالات، يتم تقديم الأجر في شكل مبالغ منخفضة للغاية لا تكفي لتغطية تكاليف الحياة اليومية.