في وقت ما، كان حليب الشوفان نجم المشهد الغذائي لدى المهتمين بالصحة والاستدامة. وبات اليوم خيارا رئيسيا في المقاهي الكبرى، إذ تحضر ربع القهوة المباعة في سلاسل عالمية بالحليب النباتي، وعلى رأسها حليب الشوفان. لكن موجة من الانتقادات بدأت تطاله مؤخرا، وسط مخاوف من تأثيره على مستويات السكر في الدم، مما دفع البعض للعودة إلى الحليب الحيواني أو بدائل نباتية أخرى.
رغم هذا الجدل، تشير بيانات مؤسسة “Kantar” إلى أن حليب الشوفان لا يزال في مقدمة المشروبات النباتية المفضلة في بريطانيا، حيث ارتفعت مبيعاته بنسبة 7.2% خلال عام واحد فقط.
هل يحتوي حليب الشوفان على الكثير من السكر؟
الاختصاصية في التغذية العلاجية “هانا كالو” توضح أن عملية تصنيع حليب الشوفان تحول جزءا من الكربوهيدرات إلى سكريات بسيطة، ما قد يرفع نسبة السكر في الدم، خاصة عند تناوله على معدة فارغة. حتى بعض الأنواع “غير المحلاة” تنتج باستخدام شوفان مملط، ما يطلق سكرياته الطبيعية. بعض العلامات التجارية تحتوي على 10 غرامات من السكر في كل 250 مل، أي ما يعادل قطعة بسكويت.
ومع ذلك، تؤكد خبيرة التغذية “روبي شوهان” أن الكميات الصغيرة المستخدمة في القهوة نادرا ما تحدث تأثيرا سلبيا. وتضيف أن “الزيوت المضافة مثل زيت الكانولا، المصنف أحيانا بشكل سلبي، تحتوي على دهون مفيدة تشبه تلك الموجودة في زيت الزيتون”.
يتميّز حليب الشوفان بكونه غنيا بالألياف وفيتامينات B12 وB2، وخاليا من اللاكتوز. وهو أقل دهونا مشبعة من الحليب الحيواني، ومعزز غالبا بالكالسيوم وفيتامين D. في المقابل، يبقى أقل في البروتين مقارنة بحليب الصويا، لكنه يتفوق على حليب اللوز وجوز الهند في بعض العناصر.
الهرمونات والسكر: التوازن مطلوب
بالنسبة لمن يعانون من اضطرابات هرمونية، تحذر “كالو” من شرب حليب الشوفان على الريق، لما قد يسببه من تقلبات في الطاقة والمزاج. كما تنبه إلى احتمال وجود آثار لمبيدات مثل “الغليفوسات” في الشوفان غير العضوي، إضافة إلى الزيوت والمثبتات الصناعية التي قد تؤثر على الجهاز الهضمي.
توصي “شوهان” و”كالو” بالبحث عن خيارات بأقل قدر من الإضافات، وقراءة المكونات جيدا، واختيار الأصناف المدعمة بالكالسيوم وB12، خاصة لمن يقللون من تناول الحليب الحيواني.
حليب الشوفان ليس “عدوا صامتا” كما يصوره البعض، ولا هو “سوبرفود” سحري. إنه خيار غذائي جيد لمن يراعي الكمية والجودة والتوازن مع باقي مكونات النظام الغذائي.
يسعدني تلقي رسائلكم على: ayoub.anfanews@gmail.com