وسط قلق دولي متزايد بعد ظهور حالة إصابة بأنفلونزا الطيور في واحدة من أكبر المزارع التجارية بالبرازيل، يتنفس المغرب الصعداء. فبينما سارعت عدة دول إلى تعليق وارداتها من لحوم الدواجن البرازيلية، أكد الفاعلون في القطاع الوطني أن السوق المحلية بعيدة عن التأثر بهذه التطورات الصحية.
السلطات البرازيلية أعلنت، الأربعاء، عن تسجيل إصابة مؤكدة بسلالة H5N1 الخطيرة في مزرعة بولاية ريو غراندي دو سول، وهو ما تسبب في موجة من الذعر على الصعيد العالمي وأدى إلى وقف الاستيراد من قبل العديد من الدول.
غير أن المغرب، وبفضل بنيته الإنتاجية المستقلة ونظامه الاحترازي المتين، ظل بمنأى عن هذه التداعيات. يوسف العلوي، رئيس الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن (FISA)، أوضح أن “المملكة لا تعتمد على الواردات البرازيلية، والمبادلات في هذا الصدد نادرة جدا”.
وفي توضيحه، أشار العلوي إلى أن الواردات المغربية تتركز أساسا على الكتاكيت المنتجة، والتي يستقدم أغلبها من إسبانيا، تليها فرنسا وأحيانا الولايات المتحدة في ما يخص الديك الرومي. وسجلت سنة 2024 استيراد أكثر من 4,2 ملايين كتكوت، بزيادة قدرها 13%، بينما تراجع استيراد الكتاكيت الرومية بنسبة طفيفة.
من جانب آخر، فإن القطاع يعيش مرحلة دقيقة من الناحية الاقتصادية. فبعد ارتفاع غير مسبوق في أسعار الدواجن خلال عام 2024، عرفت الشهور الأولى من سنة 2025 نوعا من التراجع، إذ بات سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج الحي يتراوح بين 13 و14 درهما، وهو رقم يعتبره المربون غير مجد اقتصاديا.
مع إلغاء الأضحية.. هل ترتفع أسعار الدجاج والبيض في المغرب؟
وفقا لمهنيين فإن هذه الدينامية مرشحة للتغير. فإلغاء أضحية العيد لهذه السنة، والذي كان يشكل فترة ركود في استهلاك لحوم الدواجن، قد يدفع الطلب نحو الارتفاع، مما يخلق فرصة لارتفاع الأسعار لتتراوح بين 15 و16 درهما للكيلوغرام، خاصة مع دخول فصل الصيف الذي يعرف طلبا مرتفعا.
في السياق ذاته، تتوقع الفيدرالية أن تعرف أسعار البيض نفس المنحى التصاعدي، مدفوعة بارتفاع استهلاك الدجاج.
رغم التحديات، فإن قطاع الدواجن المغربي لا يزال صامدا. القدرة الإنتاجية في أعلى مستوياتها، والمملكة باتت تصدر أكثر من مليون كتكوت أسبوعيا إلى دول غرب إفريقيا. وسجلت سنة 2024 ارتفاعا بنسبة 125% في صادرات كتاكيت اللحم، و15% في صادرات البيض المخصص للتفقيس.