انطلقت الجمعة فعاليات الدورة الرابعة لمعرض “أوطو أوكازيون” المخصص للسيارات المستعملة، وسط أجواء من الحركية الكبيرة التي يشهدها هذا القطاع في المغرب، وذلك في ظل استمرار ارتفاع أسعار السيارات الجديدة بشكل متواصل خلال السنوات الأخيرة.
المعرض، المنظم من طرف مجلة “أوطو نيوز” تحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة، يحتضنه فضاء “أنفا بارك” بالدار البيضاء ويمتد إلى غاية 22 يونيو. ويشكل هذا الحدث فرصة مهمة لإعادة هيكلة سوق يعرف نموا سريعا، لكنه لا يزال في أجزاء منه يفتقر للتنظيم الكافي.
على مساحة تفوق عشرة آلاف متر مربع، يجتمع نحو ثلاثين عارضا من مختلف الفاعلين الرئيسيين في السوق، من ضمنهم شركات معروفة في بيع السيارات المستعملة، ومؤسسات تمويل وتأمين، إلى جانب مقاولات متخصصة في ملحقات السيارات.
ما يميز نسخة هذه السنة، بحسب هشام العتابي، مدير نشر “أوطو نيوز”، هو العرض المتنوع من حيث أنواع المحركات، إذ يضم المعرض سيارات تشتغل بالبنزين والديزل، إضافة إلى نماذج كهربائية وهجينة، وكلها تخضع لفحوصات دقيقة وتعرض مرفقة بضمانات قد تمتد حتى 24 شهرا.
ليلى كنانة، مديرة لجنة تنظيم المعرض، ترى أن التحولات الاقتصادية دفعت شريحة واسعة من المغاربة نحو سوق السيارات المستعملة. تقول في تصريحها إن “الإقبال متزايد لأن هذا السوق يقدم حلولا حقيقية للطبقات المتوسطة”، مؤكدة أن العارضين الحاضرين هم مقاولات منظمة تحترم حقوق المستهلك المغربي، وتحرص على تقديم خيارات تتلاءم مع مختلف الإمكانيات.
سيارات مستعملة بضمانات ممتدة تجذب المغاربة وسط غلاء الأسعار
العرض لا يقتصر فقط على السيارات، بل يشمل أيضا صيغ تمويل مباشرة عبر شركات القروض الحاضرة داخل المعرض، بالإضافة إلى عروض تأمين موجهة خصيصا لمشتري السيارات المستعملة.
الملاحظ أيضا أن السوق لم يعد حكرا على المبادرات الفردية أو الوسطاء، بل أصبح اليوم مهيكلا بشكل أفضل، مع فاعلين يقدمون فواتير رسمية وضمانات وخدمات ما بعد البيع، وهو ما يكرس ثقة المستهلكين في هذا الخيار الذي أضحى أكثر جذبا.
الدورة الحالية من “أوطو أوكازيون” تأتي في توقيت حاسم، حيث لم يعد بإمكان الكثير من الأسر تحمل كلفة شراء سيارة جديدة، لتبرز السيارات المستعملة كبديل واقعي، خصوصا عندما يقترن بجودة مضمونة وخدمة احترافية.
ومن المرتقب أن تعرف الأيام المقبلة من المعرض توافدا كبيرا للراغبين في الشراء، في ظل العروض المغرية التي يروج لها الفاعلون الحاضرون، إلى جانب إمكانية إنجاز عمليات التمويل والتأمين في عين المكان.