في خطوة تصعيدية جديدة، شهدت العاصمة الرباط صباح اليوم إنزالا وطنيا ضخما من قبل طلبة كليات الطب والصيدلة، الذين توافدوا من مختلف المدن المغربية للتعبير عن غضبهم المتزايد من استمرار الأزمة التي طالت قطاع التكوين الطبي لأكثر من عشرة أشهر. رفع المشاركون شعارات قوية تطالب بإقالة وزير التعليم العالي، عبد اللطيف ميراوي، بسبب ما وصفوه بـ”التعنت الحكومي” تجاه مطالبهم المشروعة المتعلقة بتحسين جودة التكوين واستعادة مدة السنوات السبع الدراسية.
الاحتجاجات جاءت على خلفية القرارات الأخيرة التي اتخذتها الوزارة، والتي تضمنت خفض مدة التكوين إلى ست سنوات، مما أثار سخطا واسعا بين الطلبة الذين يرون في هذا القرار تهديدا مباشرا لجودة التعليم الطبي في البلاد. الطلبة أكدوا أن احتجاجاتهم ستستمر ولن يعودوا إلى المدرجات أو المستشفيات الجامعية ما لم تتراجع الوزارة عن قراراتها.
تصعيد الأزمة وملاحقات قضائية
التحرك الاحتجاجي هذا يأتي بعد سلسلة من التصعيدات التي شملت متابعات قضائية ضد عدد من الطلبة بالرباط بتهم العصيان والتجمهر غير المرخص. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة مواجهات مع قوات الأمن، حيث تم فض اعتصامات الطلبة بالقوة، وهو ما زاد من تعقيد الوضع وأدى إلى تأجيج الغضب داخل أوساط الطلبة والمجتمع.
بلال رباي، عضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة بوجدة، صرح قائلا: “ما تعرض له زملاؤنا من قمع وتعنيف ليس مقبولا، ونحن هنا لنؤكد أن هذه الأزمة لن تحل إلا بحوار جاد ومسؤول من قبل الوزارة.” وأضاف أن الطلبة لم يعودوا قادرين على الاستمرار في الشارع لكنهم مجبرون على ذلك بسبب غياب الاستجابة لمطالبهم.
طلبة الطب يثيرون مخاوف مخاوف من المساس بجودة التكوين الطبي
الطلبة يطالبون بشكل أساسي بالعودة إلى النظام السابق الذي يتطلب سبع سنوات من الدراسة،.. مؤكدين أن خفض مدة التكوين سيؤثر سلبا على جودة الأطباء المستقبليين وقدرتهم على تلبية احتياجات القطاع الصحي في المغرب. يونس مغفور، طالب بكلية الطب والصيدلة بأكادير،.. قال: “الوزارة تريد تقليص التكوين دون اعتبار لجودة الخدمات الطبية التي نقدمها للمواطنين.”
في الوقت ذاته، اعتبر مروان بكار، رئيس مكتب طلبة الطب بوجدة،.. أن “ما يحدث الآن هو محاولة من الوزارة لفرض قرارات أحادية دون مراعاة الحوار مع الطلبة أو الأخذ برأي الأساتذة،.. وهو ما سيؤدي إلى المزيد من التعقيدات في المستقبل.”
من جهتها، أكدت نرجس الهلالي، عضو اللجنة الوطنية للطلبة،.. أن “الدورات الاستثنائية التي تقترحها الوزارة ليست حلاً للأزمة،.. بل تعكس رغبة في إخماد الاحتجاجات مؤقتا دون معالجة الأسباب الجذرية”. وأوضحت أن الطلبة ليسوا ضد الحوار، بل يطالبون بتجاوب حقيقي من الوزارة يراعي مطالبهم الرئيسية،.. وعلى رأسها الحفاظ على مدة التكوين وضمان الجودة.
في ختام الإنزال الوطني،.. أكد المشاركون أنهم لن يتنازلوا عن مطالبهم وأن التصعيد سيستمر حتى تستجيب الوزارة لمطالبهم بشكل كامل.


