خرج محمد احتارين، اللاعب الذي شغل الأوساط الرياضية منذ سنوات، ليعلن رغبته الواضحة والصريحة: تمثيل المنتخب المغربي بعد أن ضاعت منه فرصة الاستقرار والتألق في هولندا، البلد الذي احتضنه لكنه لم يرحمه.
في حوار مؤثر مع صحيفة “سبورتنيوز” الهولندية، كشف نجم خط الوسط بنادي فالفيك أنه مستعد لطي صفحة الماضي. قالها بوضوح: “أريد اللعب للمغرب”. ليس فقط بحكم الدم والجذور، بل لأنه يرى في العودة للمغرب فرصة للسلام الداخلي ولتصحيح المسار.
احتارين، ابن مدينة أوتريخت الهولندية من أصول مغربية، كان قد سطع نجمه بشكل مذهل في صفوف بي إس في أيندهوفن، واعتبره كثيرون من أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا. لكنه فاجأ الجميع سنة 2019 عندما قرر حمل قميص منتخب هولندا بدل المنتخب المغربي، في خطوة جرّت عليه الكثير من الانتقادات.
لم يكن يعلم حينها أن الحياة تخبئ له فصولا صعبة. وفاة والده المفاجئة كانت أول الضربات الموجعة، ثم توالت المتاعب، بين مشاكل انضباطية، وابتعاد عن الملاعب، وقصص مرتبطة بتأثيرات سلبية من محيطه، حتى وجد نفسه لاعبا منسيا في ركن معتم، وهو الذي كان يوصف بـ”الفتى الذهبي”.
اليوم، يبدو أن محمد احتارين فهم الدرس. لم يعد يطلب سوى فرصة. ليس فقط للعب، بل للغفران. يقول بصوت داخلي مسموع: “أحتاج أن أعود إلى جذوري، إلى منتخب يمثل قلبي لا فقط قميصي”.
هذا التحول قد يعيد كتابة مسار لاعب كانت الموهبة وحدها لا تكفيه لينجو. الآن، تبقى الكرة في ملعب الناخب الوطني وليد الركراكي، وفي يد جمهور مغربي اعتاد أن يغفر، لكنه لا ينسى.
فهل يمنحه المغرب تلك الفرصة الثانية التي لم يجدها في هولندا؟