انطلقت خيوط القضية من شكاية أبٍ مفجوع في دوار برحمون، بواحة سيدي إبراهيم، حينما تقدم إلى مصالح الدرك الملكي ببلاغ اختفاء ابنته القاصر، ذات 14 ربيعا، في ظروف مجهولة. تفاصيل الحادثة بدت في البداية كقضية اختفاء عادية، لكن ما تكشف لاحقا خلال التحقيق، أطاح بشابين وفتح الباب على سيناريوهات مقلقة تتعلق بالاستدراج وتعاطي المخدرات والاستغلال الجنسي.
بعد يومين من الغياب، عادت الفتاة إلى منزلها، وهو ما استدعى تدخل الدرك من جديد لفتح تحقيق معمق. في البداية، زعمت القاصر أنها غادرت بسبب اضطرابات نفسية ومشاكل أسرية. غير أن إعادة استنطاقها من قبل المحققين أزاح الستار عن رواية مغايرة.
الفتاة اعترفت لاحقا أنها التقت شابا يبلغ من العمر 21 سنة، استدرجها نحو مدينة مراكش، حيث أمضت معه ليلة كاملة بحي النخيل، تخللتها ممارسات جنسية وتعاطي للمخدرات، تحديدا مخدر “الشيرا”.
وخلال الاستمرار في الاستماع إليها، أوضحت القاصر أن أول جرعة من المخدرات تلقتها من شاب آخر، يبلغ من العمر 18 سنة، ينحدر من نفس الدوار، الأمر الذي جعل مصالح الدرك ترجح فرضية الاستدراج الممنهج واستغلال الطفولة الهشة.
عناصر الدرك الملكي نصبت كمينا محكما أسفر عن توقيف المشتبه فيهما، وتم وضعهما تحت الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة، في انتظار تقديمهما أمام العدالة، بعد إنهاء التحقيقات القضائية.