الأكثر مشاهدة

أسرار استهداف وزيرة الانتقال الطاقي بالمغرب من طرف تجمعات المصالح

في خضم جدل إعلامي واسع، نفت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية، ليلى بنعلي، أي صلة لها بالصورة التي نشرتها صحيفة “ذي أستراليان” والتي زعمت أنها تظهرها وهي تتبادل قبلة حميمية مع مدير مجموعة “فورتيسكيو”، رجل الأعمال الأسترالي أندرو فوريست. وأعلنت الوزيرة أنها ستلجأ إلى القضاء للدفاع عن سمعتها.

في بيان رسمي، نفت الوزيرة بشكل قاطع أي علاقة لها بالصورة، مؤكدة التزامها بالأخلاق العالية والشرف والوقار، ومشيرة إلى أن هذه المحاولة للتشهير ليست الأولى وأنها جزء من حملة انتقامية واستهداف من قبل تجمعات مصالح معينة. وأضافت بنعلي أن جميع الصفقات العمومية وطلبات العروض في مجال الاستثمارات الطاقية التي تشرف عليها الوزارة تتم وفق قواعد وضوابط الحكامة الجيدة.

من يقف وراء محاولات تشويه وزيرة الانتقال الطاقي؟

تبقى الأسئلة مطروحة حول من يقف وراء هذه المحاولات لتشويه سمعة وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة. تشير التلميحات التي أوردتها الوزيرة إلى وجود تجمعات مصالح قد تكون متضررة من السياسات والإصلاحات التي تنفذها الوزارة. لكن، هل هذه التجمعات وطنية أم دولية؟

إقرأ أيضا: ليلى بنعلي: هذه حقيقة علاقتي بالملياردير الأسترالي و”القبلة”

من الممكن أن تكون المصالح الوطنية، التي قد تشمل منافسين في القطاع الطاقي أو جهات سياسية غير راضية عن أداء الوزيرة، تقف وراء هذه الحملة. لكن الاحتمال الأكبر يشير إلى تجمعات مصالح دولية، بالنظر إلى الدور الحيوي الذي تلعبه وزارة الانتقال الطاقي في مشاريع الطاقة الكبرى، مثل مشروع خط أنبوب الغاز الذي يربط نيجيريا بالمغرب وأوروبا، ومشاريع الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع شركات عالمية مثل “فورتيسكيو”، ومشاريع الغاز الطبيعي المسال.

مشاريع ضخمة وتنافس شرس

لا يمكن تجاهل أن وزارة الانتقال الطاقي المغربية تعمل على مشاريع ضخمة تتطلب استثمارات هائلة وتنافسا شديدا على الساحة الدولية. قد تكون هذه المشاريع الطموحة قد أثارت حفيظة بعض الأطراف التي ترى فيها تهديدا لمصالحها،.. أو لفشلها في الاستفادة منها بطريقة أو بأخرى. مما يدفعها لشن حملات تشويه ضد المسؤولين عنها.

لا شك أن شن مثل هذه الحرب الإعلامية على وزيرة في قطاع حيوي كقطاع الطاقة هو أمر طبيعي،.. بالنظر إلى حجم المشاريع والاستثمارات المعنية. كلما زادت أهمية المشاريع، زادت المحاولات لتشويه سمعة القائمين عليها من أجل تقويض نجاحاتهم وتأثيرهم.

في الختام، يبقى السؤال مطروحا، من المستفيد من تشويه سمعة وزيرة الانتقال الطاقي المغربية؟ وهل تستطيع الوزيرة والفريق الحكومي المضي قدما في تنفيذ المشاريع الطموحة وسط هذه الحرب الإعلامية؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة على هذه التساؤلات.

مقالات ذات صلة