أقدمت مصالح الأمن الوطني بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، يوم الأحد 17 غشت الجاري، على توقيف سيدة وابنتها فور نزولهما من طائرة قادمة من إحدى دول جنوب آسيا، وذلك للاشتباه في تورطهما في قضايا نصب واحتيال وصفت بـ”الممنهجة”، كانت موضوع مذكرات بحث وطنية صادرة عن الشرطة القضائية بمدينة مكناس.
وتفيد المعطيات الأولية أن الموقوفتين لم تكونا مجرد فاعلتين عرضيتين في هذا الملف، بل يشتبه في أن لهما ارتباط مباشر بشبكة عائلية متخصصة في استغلال منصات التواصل الاجتماعي للإيقاع بالضحايا. حيث تشير التحقيقات إلى أن الأم واثنين من أبنائها أداروا قناة على الإنترنت قدموا من خلالها وعودا استثمارية مغرية، أوهموا من خلالها عشرات الأشخاص بفرص تحقيق أرباح طائلة عبر المساهمة في شركة افتراضية لا وجود لها على أرض الواقع.
هذه المخططات الاحتيالية، التي صيغت بعناية لإقناع الضحايا، مكنت المتورطين من جمع مبالغ مالية ضخمة تجاوزت مليونا وثمانمائة ألف درهم، وهو ما جعل الملف يحظى بمتابعة دقيقة من طرف الأجهزة الأمنية والقضائية على حد سواء.
وبحسب ما أوردته مصادر مطلعة، فقد جرى إخضاع الأم وابنتها الموقوفتين لتدبير الحراسة النظرية، رهن إشارة المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمكناس، التي تشرف على الأبحاث تحت إشراف النيابة العامة المختصة. التحقيقات ما تزال متواصلة بغية تحديد جميع الامتدادات المحتملة للشبكة، وتوقيف باقي المساهمين أو المتواطئين في هذه الأفعال.
وتأتي هذه العملية لتسلط الضوء مجددا على خطورة الجرائم الإلكترونية وعمليات النصب عبر الفضاء الرقمي، خصوصا في ظل استغلال العديد من الشبكات لثقة المواطنين وطموحهم نحو تحقيق أرباح سريعة، ما يجعل السلطات الأمنية مطالبة بتكثيف مجهوداتها لحماية الأفراد من مثل هذه الأنشطة الاحتيالية.