من المعروف أن الإنترنت أصبح جزءا لا يتجزأ من حياة كل فرد في المغرب، ولكن مع ذلك، لا يزال قطاع الإنترنت في المملكة يعاني من عدة مشاكل، بدءا من السرعة المحدودة إلى الأسعار المرتفعة مقارنة ببعض الدول. هذا الوضع يطرح العديد من التساؤلات حول سبب استمرارية هذه المشاكل في الوقت الذي تتجه فيه الدول الأخرى نحو تحسين وتطوير بنية الإنترنت لديها.
يتزايد قلق المستخدمين المغاربة من محدودية السرعة في خدمات الإنترنت، حيث يعاني الكثيرون من انقطاع الخدمة أو انخفاض السرعة بشكل ملحوظ، رغم أن معظمهم يمتلك اشتراكات باهظة التكلفة. في هذا السياق، يقول أحد المهندسين المتخصصين في الاتصالات: “لا يوجد أي عائق تقني يبرر بقاء السرعات في حدود 200 ميغا، بينما هناك دول أخرى تفوقها سرعة بأسعار أرخص”. وهذه السرعات المنخفضة، التي تتراوح غالبا بين 4 ميغابايت و 50 ميغابايت في المغرب، تعد غير كافية لتلبية احتياجات المستخدمين، خصوصا في ظل التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم.
أسعار الإنترنت في المغرب: معاناة إضافية
في المقابل، تعاني أسعار الإنترنت في المغرب من التضخم الواضح مقارنة بدول أخرى. على سبيل المثال، في حين أن أسعار الإنترنت في المغرب قد تصل إلى 649 درهم مقابل 200 ميغا، نجد أن الأسعار في دول مثل إسبانيا وفرنسا تكون أقل بكثير، حيث توفر هذه الدول خدمات أفضل بسعر أقل، مثل خدمة الإنترنت التي تبلغ 19 يورو في إسبانيا مقابل سرعات تصل إلى 300 ميغا.
هذه الفوارق الكبيرة في الأسعار والخدمات تثير العديد من التساؤلات حول السبب وراء ضعف التنافس بين شركات الإنترنت المغربية. العديد من المستخدمين يرون أن هذه الشركات تستغل غياب المنافسة الحقيقية لرفع الأسعار، ما يساهم في تعميق المعاناة اليومية للمغاربة.
هل يوجد حل لهذه الأزمة؟
من جهته، يشير بعض الخبراء إلى أن غياب المنافسة الحقيقية ووجود احتكار شبه كامل لسوق الإنترنت في المغرب يعد من الأسباب الرئيسية لهذه المشاكل. ففي وقت يطمح فيه المغرب إلى تنظيم فعاليات كبرى مثل كأس العالم 2030، يبدو أن البنية التحتية للإنترنت لا تزال متخلفة، مما يعكس وجود فجوة تقنية واضحة مقارنة مع باقي الدول.
إلى جانب ذلك، ينتقد المستخدمون ضعف الدعم الحكومي لقطاع الإنترنت، حيث يطالب الكثير منهم بضرورة تحسين البنية التحتية للإنترنت في البلاد، وتقديم دعم أكبر للمنافسة بين الشركات، وذلك لتقليص الأسعار وتحسين جودة الخدمة.
بينما يعاني مستخدمو الإنترنت في المغرب من سوء الخدمة وارتفاع الأسعار، تبقى تساؤلاتهم حول الأسباب التي تحول دون تحسين هذا القطاع مستمرة. ومن المؤكد أن خطوة نحو تحسين الخدمة وفتح المجال أمام مزيد من المنافسة قد تكون الحل الأنسب لتحسين تجربة الإنترنت في المغرب، ليواكب تطورات العالم المتسارعة.