أطلقت سلطات مدينة الدار البيضاء حملة واسعة لتنظيم الفضاءات العامة استعدادا لموسم الصيف، الذي يشهد سنويا تدفقا هائلا للزوار والمصطافين من داخل المغرب وخارجه، وهو ما يستدعي إجراءات صارمة لضمان الراحة والنظام.
كشف مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء، أن جماعة المدينة أطلقت سلسلة من التدابير الهادفة إلى محاربة السلوكيات العشوائية التي تعكر صفو المواطنين، وفي مقدمتها الفوضى التي يحدثها حراس السيارات غير القانونيين وأصحاب كراء المظلات الشمسية بالشواطئ.
تنظيم الشواطئ.. بين التفويض والمنع
في ما يتعلق بالشواطئ، أوضح المسؤول الجماعي أن المجلس أطلق طلب عروض لتفويض تدبير خدمات الشواطئ لفائدة شركة خاصة، على أن يغطي نشاطها 30 بالمائة فقط من المساحات الشاطئية، فيما سيترك 70 بالمائة من المساحة حرا ومفتوحا أمام العموم بدون مقابل. خطوة تهدف إلى كبح ممارسات كراء “الباراسولات” العشوائي، والتي لطالما أثارت استياء المصطافين في السنوات الماضية.
وشدد أفيلال على أن الجماعة ستكثف خلال عطل نهاية الأسبوع من الحملات الميدانية بالتعاون مع الشرطة الإدارية والسلطات المحلية، لضمان احترام الفضاء العمومي ومنع الاستغلال غير القانوني للشواطئ.
الباركينغ.. بلا إتاوة
أما بخصوص ظاهرة حراس السيارات غير المرخص لهم، والتي باتت من أبرز أشكال الابتزاز في الشوارع، أكد أفيلال أن ركن السيارات في الشريط الساحلي للدار البيضاء هو حق مجاني مكفول للجميع، وأن السلطات مصممة على إنهاء هذه الفوضى التي تتحول في أحيان كثيرة إلى اعتداءات لفظية وجسدية ضد السائقين، خاصة النساء والشباب.
وقال المسؤول إن تعليمات واضحة صدرت للسلطات بعدم التساهل مع من يحتلون الأرصفة والشوارع ويحولونها إلى مشاريع شخصية للربح السريع على حساب راحة المواطنين.
تنسيق بين الجماعة والشرطة الإدارية
ومن أجل تنفيذ هذه القرارات، قامت الجماعة بإحداث لجان خاصة تضم ممثلين عن الشرطة الإدارية وشركاء من السلطات المحلية، تقوم بجولات منتظمة لرصد المخالفات وتحرير محاضر في حق المتورطين، بهدف إعادة الاعتبار إلى جمالية المدينة وضمان موسم صيفي آمن ومنظم.
هذه الدينامية تندرج، حسب أفيلال، في إطار التزام جماعة الدار البيضاء بتوفير شروط الراحة والكرامة لزوار المدينة، ووضع حد للابتزاز والفوضى التي لطالما شوّهت صورة العاصمة الاقتصادية خلال فصول الصيف.