قفزت أسعار الدجاج بشكل لافت خلال اليومين الماضيين بمدينة الدار البيضاء ونواحيها، وسط استغراب المستهلكين وقلق المهنيين. فقد سجلت الأسواق، سواء في البيع بالجملة أو لدى محلات “الرياشة”، ارتفاعا غير مسبوق في أثمنة الدجاج، بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى، في ظل غياب الأضاحي لهذا العام.
في تصريح خص به أحد المهنيين بسوق الجملة للدواجن بالعاصمة الاقتصادية، أوضح أن سعر الدجاج بالجملة وصل إلى 17,50 درهما للكيلوغرام، بينما يتراوح ثمنه لدى باعة التقسيط بين 20 و21 درهما، وهي مستويات سعرية لم تشهدها السوق منذ أشهر.
ويعزو المهني هذا الصعود السريع إلى ما وصفه بـ”الطلب الكثيف”، حيث تهافت المواطنون على شراء الدجاج كبديل اضطراري عن الأضاحي، بعد قرار الدولة منع ذبح الأكباش هذا العام، في سياق جهود الحفاظ على القطيع الوطني وتخفيف الأعباء عن الأسر المغربية.
التحول المفاجئ في عادات الاستهلاك حول العيد من مناسبة للحوم الحمراء إلى احتفاء باللحم الأبيض، زاد الضغط على سلاسل التوزيع، وأدى إلى نقص في العرض أمام طلب مرتفع، ما يفسر جزئيا القفزة السعرية.
مع ذلك، يتوقع المهني ذاته أن تعود الأسعار إلى الاستقرار مباشرة بعد انتهاء فترة العيد، مبرزا أن هذه الزيادات موسمية، وسرعان ما تتراجع بانتهاء الظرفية الخاصة.
الجدير بالذكر أن هذا الارتفاع يأتي في سياق اقتصادي هش، حيث تعاني الأسر من تضخم مزمن وارتفاع كلفة المعيشة، ما يجعل من أي زيادة في أسعار المواد الأساسية، عبئا إضافيا يثقل كاهل المستهلك.