الأكثر مشاهدة

الدار البيضاء تواجه تحدي الهجرة: حملة واسعة لترتيب الفضاءات العمومية وحماية الساكنة

شهدت الدار البيضاء خلال الأيام الأخيرة حملة واسعة لترتيب الفضاءات العمومية، همت بشكل خاص منطقتي درب ميلان وأولاد زيان، بعد توالي شكايات من سكان الأحياء الذين عبروا عن انزعاجهم من تجمعات المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، والتي تحولت إلى نقاط دائمة للالتقاء منذ سنوات.

ووفق مصادر محلية، فقد شرعت السلطات في ترحيل المهاجرين بشكل منظم نحو مناطق أخرى، في محاولة لتخفيف الضغط عن الأحياء السكنية التي شهدت تصاعدا في الفوضى والضجيج، إضافة إلى صراعات يومية بين بعض المهاجرين والمواطنين المغاربة، خصوصا خلال فترات الليل.

وأكد العديد من سكان درب ميلان وأولاد زيان أن الوضع أصبح لا يطاق، مطالبين الجهات المعنية بـ حلول جذرية تحافظ على الأمن والسكينة مع احترام حقوق المهاجرين.

- Ad -

من جهتها، شددت السلطات المحلية على أن العملية تمت وفق مقاربة إنسانية وقانونية، تراعي الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها المملكة المغربية في مجال الهجرة واللجوء. وأضافت أن الهدف من الحملة ليس التضييق على المهاجرين، بل تنظيم الفضاءات العمومية وحفظ النظام العام.

وتمت متابعة عدد من المهاجرين من طرف المصالح الاجتماعية والجمعيات المدنية، بهدف تسوية وضعيتهم القانونية أو توجيههم نحو مراكز الإيواء المؤقت، في انتظار حلول أكثر استدامة.

وقال الفاعل الجمعوي مهدي ليمينة في تصريح، إن الحملة جاءت بعد تنامي مطالب السكان بضرورة إيجاد حلول للوضعية غير المستقرة للمهاجرين، خصوصا مع ما رافق ذلك من احتلال للفضاءات العمومية وممارسات غير منظمة.

وأضاف ليمينة أن السلطات تعاملت مع الملف بـ “تنظيم ومسؤولية”، مع الحرص على احترام كرامة المهاجرين وحقوقهم الأساسية”، مؤكدا أن فئة كبيرة منهم استفادت من برامج التكوين والتأهيل والولوج إلى سوق الشغل بفضل مؤهلاتهم العلمية والمهنية، وهو ما يجعل التجربة المغربية نموذجا يحتذى به على الصعيد الإفريقي.

وختم الجمعوي تصريحه بالتأكيد على ضرورة تعزيز التنسيق بين السلطات والجمعيات المدنية لإيجاد حلول دائمة تقوم على الإدماج التدريجي ومواكبة المهاجرين في حياتهم اليومية، بما يضمن لهم الكرامة ويحافظ على السلم الاجتماعي في الوقت ذاته.

مقالات ذات صلة