في خطوة إنسانية تتكرر مع المناسبات الدينية الكبرى، أصدر الملك محمد السادس عفوا عن 1533 شخصا بمناسبة عيد الفطر، بينهم 31 شخصا محكومين في قضايا الإرهاب والتطرف. ومن بين أبرز المستفيدين من هذا العفو، عبد القادر بلعيرج، الذي كان يقضي عقوبة السجن المؤبد داخل سجن لوداية بمراكش، بعد إدانته في قضايا خطيرة تتعلق بالتخطيط لأعمال إرهابية وغسيل الأموال وتهريب الأسلحة.
ويأتي هذا القرار بعدما أعلن المستفيدون من العفو الرسمي مراجعة قناعاتهم الفكرية، ونبذهم للتطرف، والتزامهم بثوابت الأمة المغربية ومقدساتها. هذه السياسة التي تعتمدها المملكة تعكس رؤية شاملة في التعامل مع قضايا المتورطين في التطرف، حيث تركز على تأهيل وإعادة إدماج الأفراد الذين يبدون استعدادا للتخلي عن الأفكار المتشددة.
إقرأ أيضا: الملك محمد السادس يصدر عفوا ملكيا بمناسبة عيد العرش يشمل صحافيين ونشطاء
يذكر أن عبد القادر بلعيرج اعتقل سنة 2009، رفقة مجموعة من الأشخاص، ووجهت إليه اتهامات ثقيلة من بينها التخطيط لهجمات إرهابية تستهدف المغرب ومصالح خارجية، إضافة إلى إدارة شبكات مالية غير مشروعة. وقد أثار ملفه جدلا واسعا آنذاك، بالنظر إلى الطبيعة المعقدة للقضية والارتباطات التي تحدثت عنها التحقيقات مع جهات دولية.
يبقى العفو الملكي بمثابة فرصة جديدة للمشمولين به لفتح صفحة جديدة في حياتهم، خاصة أولئك الذين أظهروا رغبة حقيقية في الاندماج داخل المجتمع وفق القيم التي تقوم عليها الدولة المغربية.