الأكثر مشاهدة

الغاز المغربي يقترب من الضخ التجاري.. “تندرارة” على خط الإنتاج في 2025

تحركات حثيثة تشهدها منطقة تندرارة شرق المغرب، استعدادا لانطلاقة إنتاج الغاز الطبيعي في الربع الأخير من سنة 2025، وفق ما أعلنته شركة “ساوند إنيرجي” التي تحتفظ بنسبة 20 بالمئة من المشروع وتنسق مع الشريك الجديد “مانا إنيرجي”.

في أحدث تصريحاتها خلال جمعيتها العامة المنعقدة يوم 17 يونيو 2025، أكدت “ساوند إنيرجي” أن الأشغال تسير بوتيرة متسارعة، وأن المنشآت الحيوية قاربت على الاكتمال، في مقدمتها الخزان الخاص بالغاز الطبيعي المسال. تبقى فقط وحدة التسييل الصغيرة، المنتظر تشغيلها شهر غشت المقبل، لتكتمل جاهزية الموقع نحو بداية إنتاجية كبيرة.

الهدف: ضخ ما يعادل 10 ملايين قدم مكعب يوميا (أي حوالي 283 ألف متر مكعب) من الغاز الجاهز للاستخدام، انطلاقا من بئرين تم تنظيفهما بنجاح وتأكد خلوهما من السوائل والشوائب، ما يعزز جودة الغاز المتوقع إنتاجه.

- Ad -

لكن التوسع لا يتوقف هنا. الشركة دخلت في مرحلة جديدة من التفاوض التقني حول إنشاء أنبوب غاز يربط الحقل بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي. دراسة الهندسة الأمامية (FEED) في طور التحيين، والعقود ذات الصلة في طريقها للإغلاق قبل نهاية 2025.

رغم جاهزية الشركة لخوض مرحلة ثانية من الحفر في رخصتي أنوال وتندرارة، إلا أن عدم استكمال الموافقات الرسمية من وزارة الانتقال الطاقي والمكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن يؤخر انطلاق العملية. ووفق الاتفاق، فإن “مانا إنيرجي”، التابعة لمجموعة “مناجم”، ملزمة بحفر بئرين جديدين: SBK-1 وM5، مع ترجيح نسب نجاح تبلغ 50% للبئر الأول، واحتمال اكتشاف أكثر من 7.6 مليارات متر مكعب في البئر الثاني بأنوال.

في الجنوب الغربي من المغرب، ما تزال رخصة “سيدي المختار” تراوح مكانها في المراحل الاستكشافية الأولى، بسبب غياب التمويل الكافي. الشركة أعلنت أنها بصدد البحث عن شريك استثماري لتغطية تكاليف دراسات زلزالية ثنائية الأبعاد تقدر بـ6 ملايين دولار، وهو ما يشكل عائقا أمام تقدم الأشغال.

رهان جديد: الهيدروجين الطبيعي والهيليوم


بالتوازي، دخلت “ساوند إنيرجي” في شراكة بحث علمي مع شركة “جيتك” المتخصصة في استخدام منهجيات مبتكرة لتحديد مواقع الهيدروجين الطبيعي والهيليوم عبر المغرب. من خلال نماذج عكسية ثلاثية الأبعاد مغناطيسية، استطاعوا تحديد الصخور العميقة ذات القدرة العالية على إنتاج وتخزين هذه العناصر.

رغم أن هذه الموارد لا تزال في طور البحث المبكر عالميا، فإن المغرب يبدو من بين الدول القليلة التي اختارت المراهنة على مستقبل هذه الطاقات، من خلال تعزيز البحث والتطوير وإبرام شراكات علمية-تجارية استراتيجية.

مقالات ذات صلة