يشهد الشريط الساحلي لمدينة السعيدية تكرارا لافتا لمحاولات التسلل غير النظامي عبر البحر، حيث سجلت السلطات مساء الإثنين واقعة جديدة بطلها أربعة شبان جزائريين حاولوا الدخول سباحة إلى التراب المغربي.
ووفق معطيات ميدانية، فقد مكنت أجهزة الرصد الحراري التي تتوفر عليها القوات المساعدة من كشف المتسللين في عرض البحر، قبل أن تسارع الوحدات المرابطة للتدخل وإنقاذهم من خطر الغرق. وبعد عملية الإنقاذ، جرى التعامل معهم وفق الإجراءات الإنسانية المعمول بها، ليتم اقتيادهم لاحقا قصد إخضاعهم للتحقيق ومعرفة ظروف وملابسات هذه المحاولة.
اللافت أن هذه العملية تأتي بعد يوم واحد فقط من حادث مماثل، حين تمكنت السلطات من توقيف مواطن جزائري آخر حاول العبور بالطريقة نفسها. وهو ما يبرز تزايد وتيرة هذه المحاولات في الآونة الأخيرة، وسط تساؤلات محلية عن خلفيات الظاهرة ودوافعها، سواء كانت مرتبطة بظروف اجتماعية واقتصادية صعبة أو باستغلال محتمل من طرف شبكات تهريب البشر.
مصادر متابعة للشأن المحلي أشارت إلى أن الطابع الأمني لم يحجب البعد الإنساني في التدخل، إذ تم إنقاذ الأشخاص أولا قبل مباشرة المساطر القانونية، في خطوة تعكس حرص السلطات على مراعاة البعد الإنساني حتى في حالات خرق القوانين.
وتطرح هذه التطورات أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كانت السعيدية ستشهد المزيد من هذه المحاولات خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار التوتر الحدودي وتنامي الضغوط الاجتماعية التي تدفع بعض الشباب الجزائري إلى ركوب مغامرات محفوفة بالمخاطر بحثا عن أفق أفضل.