فتحت وزارة الفلاحة آفاقا واعدة أمام الشباب المغربي، من خلال إطلاق سلسلة من طلبات المشاريع لإنشاء وحدات فلاحية مخصصة لتربية المواشي وإنتاج الأعلاف وتقديم خدمات مرافقة مثل اللوجستيك والتلقيح الاصطناعي، وذلك بدعم مالي وتقني مباشر.
هذه الخطوة تأتي ضمن برنامج وطني يهدف إلى تحويل الدعم الفلاحي نحو قطاع تربية المواشي، عبر مقاربة شاملة تغطي مختلف جهات المملكة وتعتمد على إشراك الفاعلين المحليين لضمان فعالية التنفيذ.
البرنامج، الذي يمتد على مدى ثلاث سنوات، خصص له غلاف مالي مهم يصل إلى ملياري درهم، ويرتكز على عدة أهداف استراتيجية، من بينها تمكين الفلاحين من الولوج إلى أعلاف بأسعار مناسبة، تحسين المراعي، تعزيز إنتاج اللحوم الحمراء، ورفع مداخيل الفلاحين الصغار، إلى جانب خلق فرص شغل لفائدة الشباب القروي.
وإلى حدود الساعة، تمت المصادقة على 58 مشروعا في إطار هذا البرنامج،.. موزعة على 39 إقليما و180 جماعة ترابية، ويستفيد منها نحو 25 ألف فلاح.
وفي التفاصيل المالية، تم تخصيص 500 مليون درهم لاقتناء وتوزيع 37 ألف رأس من الماشية تشمل الماعز والعجلات الحلوب والجمال، إضافة إلى إنشاء وتجهيز 99 وحدة لإنتاج الشعير المستنبت، و9 مراكز للتسمين، وحظيرتين للأبقار الحلوب.
كما تشمل هذه العملية اقتناء 963 طنا من بذور الأعلاف وإنشاء 124 نقطة ماء لتوفير الشرب للقطيع،.. في المناطق التي تعاني من ضعف الموارد المائية.
الدولة تطلق 200 مشروع لتربية المواشي
وبحسب المعطيات الرسمية،.. فإن الهدف المسطر هو الوصول إلى إحداث 200 مشروع فلاحي جديد مخصص لتربية المواشي،.. مما يعكس رغبة الوزارة في تطوير هذا القطاع الحيوي الذي يشكل ركيزة أساسية للأمن الغذائي بالمملكة.
هذه المبادرة، وإن كانت موجهة لفئة الشباب بشكل خاص، إلا أنها تحمل بعدا تنمويا أوسع،.. إذ تراهن على تحديث سلاسل الإنتاج وتثبيت الساكنة القروية في مناطقها،.. وتخفيف الضغط الاجتماعي الناتج عن الهجرة نحو المدن.
ومن المنتظر أن تفتح الوزارة المجال قريبا أمام حاملي المشاريع الراغبين في الاستفادة من هذا البرنامج،.. سواء في مجال الإنتاج الحيواني أو الخدمات المرتبطة به،.. مما سيوفر دينامية جديدة في العالم القروي، خصوصا مع تزايد التحديات المناخية والاقتصادية.