وسط أزمة غير مسبوقة ضربت شبكة الكهرباء الإسبانية، وجد الإسبان أنفسهم يعيشون في ظلام شبه تام مساء الاثنين 28 أبريل، بعد انقطاع واسع للتيار الكهربائي شل أغلب المدن الكبرى وأثار صدمة عارمة داخل الرأي العام المحلي والأوروبي على حد سواء.
في هذا السياق، لم يتردد المغرب في تعبئة موارده الطاقية، حيث حشد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب 38٪ من طاقته الإنتاجية الداخلية، موجها تدفقات كهربائية معاكسة نحو الجنوب الإسباني عبر خطوط الربط العابرة لمضيق جبل طارق، وذلك استجابة عاجلة لطلب تقدمت به شركة الكهرباء الإسبانية (REE).
وتشير المعطيات، التي أوردتها صحيفة “إلباييس” الإسبانية، إلى أن الطاقة الاستيعابية للربط الكهربائي بين البلدين تصل إلى 1400 ميغاواط. وفي لحظة الانقطاع، كان المغرب يعتمد على استيراد الكهرباء من الشبكة الإسبانية، قبل أن يعكس وجهة التدفقات لدعم الشبكة المتعثرة، مما مكن من تغطية جزء من حاجيات منطقة الأندلس بنسبة تقارب 5٪ من الاستهلاك الوطني الإسباني.
جدير بالذكر أن الرباط كانت، حتى حدود سنة 2024، تستورد 2537 غيغاواط ساعة من الكهرباء عبر هذا الربط،.. أي بزيادة 27٪ مقارنة مع سنة 2023، وذلك عبر شبكة متكاملة مكونة من سبعة كابلات بحرية،.. تمتد على طول 28 كيلومترا بين مدينة طريفة الإسبانية وشرق مدينة طنجة.
الحكومة الإسبانية لم تتأخر في التعبير عن امتنانها، إذ سارعت إلى شكر السلطات المغربية رسميا على تضامنها،.. بينما أكد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، في خطاب تلفزيوني مباشر،.. أن تدخل المغرب ساعد في إعادة التيار الكهربائي إلى العديد من المناطق المتضررة جنوب البلاد.
وفي ظل أهمية هذا الربط الاستراتيجي،.. يجري العمل على توسيعه عبر إنشاء خطين إضافيين سينطلق تشغيلهما ابتداء من سنة 2028،.. في إطار خطة تهدف إلى ضمان أمن الإمدادات الطاقية بين ضفتي المتوسط،.. خصوصا بعد وقف التبادلات الكهربائية مع الجزائر منذ 2021.