اختارت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مواجهة معضلة الهدر المدرسي عبر خطة عملية تهدف إلى تقليص عدد المنقطعين عن الدراسة إلى النصف خلال السنوات المقبلة.
محمد سعد برادة، وزير التعليم، كشف خلال لقاء صحفي بالرباط، أعقب اجتماعا حكوميا ترأسه عزيز أخنوش وشارك فيه ممثلو القطاعات المعنية، أن حوالي 280 ألف تلميذ يغادرون مقاعد الدراسة سنويا، بينهم 160 ألفا في المرحلة الإعدادية وحدها، وهو ما دفع الوزارة إلى التحرك العاجل لمواجهة هذا النزيف.
البرنامج الطموح الذي تشتغل عليه الوزارة يسعى إلى توجيه أكثر من 80 ألف تلميذ مهدد بالانقطاع نحو “مدارس الفرصة الثانية”، حيث سيتلقون تكوينات مهنية تمكنهم من الاندماج في سوق العمل أو العودة إلى المسار الدراسي الرسمي.
من جهة أخرى، أشار الوزير إلى أن الجهود لا تقتصر على المدارس البديلة فقط،.. بل تشمل أيضا تعزيز شبكة “الإعداديات القيادية”، التي تعتمد على دعم تربوي مكثف،.. وأنشطة فنية ورياضية ومسرحية، لإعادة بناء الثقة لدى التلاميذ وتحفيزهم على الاستمرار.
وفي إطار تدعيم هذه المبادرات،.. أوضح محمد سعد برادة أن الوزارة تعمل على إحداث وحدات للدعم النفسي والتربوي تستهدف الأطفال المعرضين لخطر الانقطاع،.. معتمدة على قاعدة البيانات الوطنية “مسار” لتحديد الحالات بدقة وإدماجها فورا في أنشطة موازية مخصصة لهم.
الدعم الاجتماعي بالمجال القروي شكل بدوره محورا أساسيا في مداخلة الوزير،.. الذي شدد على أهمية توفير النقل المدرسي، والمطاعم المدرسية، والبنيات الإيوائية،.. كوسائل أساسية لمحاربة الهدر المرتبط بالعوامل الاجتماعية الصعبة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التحركات تأتي ضمن تنفيذ خريطة طريق وطنية لقطاع الشغل تتضمن ثماني مبادرات رئيسية،.. تضع مكافحة الهدر المدرسي في مقدمة أولوياتها،.. بهدف تقليص عدد المنقطعين من 295 ألفا سنة 2024 إلى أقل من 200 ألف في أفق سنة 2026.