أطلق الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة تصريحات قوية حول واقع الفساد بالمغرب، خلال مشاركته في لقاء “شباب 2.0” الذي نظمه الحزب مساء السبت بمدينة بوزنيقة.
بركة كشف أن البلاد شهدت خلال السنوات الأربع الأخيرة رقما قياسيا في عدد المتابعات القضائية المرتبطة بالفساد، لم يسبق له مثيل في تاريخ المغرب، مشيرا إلى أن هذه المتابعات شملت منتخبين وبرلمانيين وقضاة وموظفين عموميين، مما يعكس – حسب قوله – وجود إرادة سياسية واضحة لمحاربة هذه الآفة، خصوصا بعد إحداث وكالة وطنية متخصصة في مكافحة الفساد.
لكن المسؤول الاستقلالي لم يخف قلقه من استمرار الظاهرة، معتبرا أن الفساد لم يعد مجرد سلوك فردي، بل أصبح انعكاسا لأزمة قيم عميقة يعيشها المجتمع. وأضاف بلغة قريبة من الشارع المغربي: “الي كياخد رشوة وكيدير طوموبيل ودار هو اللي كيبان مزيان، ماشي اللي معندوش”، في إشارة إلى انقلاب المفاهيم التي باتت تكرس صورة مشوهة عن النجاح.
ولم يتردد بركة في القول إن الظاهرة طالت حتى النساء، مبرزا أن الرشوة لم تعد حكرا على الرجال، مما يفرض نقاشا صريحا حول التحولات التي تعرفها القيم داخل المجتمع المغربي.
كما شدد الأمين العام على ضرورة إبراز النماذج الأخلاقية النظيفة، التي “تقاتلات باش توصل بشرف”، معتبرا أن الشباب في حاجة إلى رؤية قدوات حقيقية تمثل الصدق والنزاهة بدل التملق والوصولية.
واختتم بركة حديثه بدعوة صريحة إلى القطع مع ما أسماه “ثقافة الهمزة والفراقشية”، مؤكدا أن استعادة القيم الأصيلة التي تربى عليها المغاربة هي المدخل الأساسي لأي إصلاح حقيقي، وأن محاربة الفساد تبدأ من تغيير الذهنيات قبل القوانين.