تخطط إيطاليا حاليا لتنفيذ عمليات إجلاء محتملة في منطقة مهددة بثوران بركان هائل تقع بالقرب من مدينة نابولي. يأتي هذا الإجراء بعد مرور أشهر من الهزات الأرضية المتكررة، حيث تعمل الحكومة على اتخاذ التدابير الضرورية لضمان استعداد المنطقة للتعامل مع هزات أرضية قوية أو ثورانات بركانية محتملة.
تقع هذه المنطقة المعروفة باسم “كامبي فليجري” أو “حقول فليجرا” على بعد نحو 20 كيلومترا من مدينة نابولي، وهي تعني باللغة اليونانية “الاحتراق”. تحتضن هذه المنطقة البركانية ما يقرب من 24 حوض بركاني، وهي بكثير أكبر من بركان فيزوف القريب، الذي دمر مدينة بومبي الرومانية القديمة في عام 79 ميلادية.
لماذا تخطط إيطاليا لعمليات إجلاء محتملة بالقرب من نابولي؟
أفاد مسؤولون يوم الخميس بأن الحكومة الإيطالية تعتزم دراسة إمكانية إجراء عملية إجلاء جماعي للعديد من السكان الذين يعيشون في محيط البركان الهائل كامبي فليجري. وجاء ذلك في إطار خطة تتضمن فحصا شاملا لقوة المباني في المنطقة بعد مرور عدة أشهر من سلسلة زلازل متكررة. من المقرر مناقشة هذه الإجراءات الجديدة في اجتماع لمجلس الوزراء في وقت لاحق من اليوم.
تقع منطقة كامبي فليجري الضخمة فيها بلدات وقرى مثل بوتسوولي وأجنانو وباكولي،.. حيث يبلغ إجمالي عدد سكانها أكثر من نصف مليون نسمة. شهدت المنطقة أكثر من 1100 زلزال في الشهر الماضي وحده،.. بما في ذلك زلزال بلغت قوته 4.0 درجة يوم الاثنين الماضي وزلزال بقوة 4.2 درجة في الأسبوع الماضي،.. وهو الأعنف في المنطقة منذ أربعة عقود.
هل من المحتمل أن يثور بركان كامبي فليغري؟
أشار الخبراء إلى أن الزيادة الملحوظة في النشاط الزلزالي يمكن أن تكون متعلقة بظاهرة تعرف بالبراديسيزم،.. حيث يحدث ارتفاع أو انخفاض في سطح الأرض اعتمادا على دورة ملء أو تفريغ غرف الصهارة تحت السطح.
على الرغم من أن معظم علماء البراكين يشيرون إلى عدم وجود تهديد فوري بحدوث ثوران بركاني،.. إلا أن ارتفاع سطح الأرض بمعدل 1.5 سم شهريا يثير قلقا بشأن تأثيره المحتمل على المباني المحلية.
وأكد وزير الحماية المدنية، نيلو موسوميسي، هذا الأسبوع أن عمليات الإجلاء لن تتم إلا في حالات الضرورة القصوى.
من المتوقع أيضا أن يوجه مجلس الوزراء المزيد من الموارد إلى وكالات الحماية المدنية المحلية لضمان قدرتها على التدخل السريع في حالات الطوارئ وتمويل حملات توعية عامة.
أفادت تقارير إعلامية محلية بأن مجموعة من المستشفيات في المنطقة ستبدأ اختبارات إجلاء تجريبية اعتبارا من يوم الجمعة لضمان استعدادها لمواجهة زلازل أو انفجارات قوية.
كانت المرة الأخيرة التي شهدت فيها منطقة كامبي فليجري موجة زلازل مشابهة في الثمانينات،.. حيث تم إجلاء ما يقرب من 40 ألف شخص مؤقتا من مدينة بوتسوولي القريبة.
أما آخر ثوران كبير للبركان فقد حدث في عام 1538. ويذكر الباحثون أن أحد أكبر ثوراناته وقع قبل نحو 39 ألف عام، وربما ساهم في انقراض إنسان النياندرتال. تم العثور على الصهارة الناتجة عن هذا الانفجار في جرينلاند على بعد حوالي 4500 كيلومتر.