أثار الصحفي الجزائري بوطالب شبوب جدلا واسعا بعد خروجه بتصريحات قوية كشف فيها عن وجود مفاوضات غير مباشرة بين المغرب والجزائر، مؤكدا أنها لم تتوقف رغم كل ما يروج في الإعلام الرسمي من توتر وخلافات سياسية.
وقال شبوب في حديث له مع “قناة شمال أفريقيا” إن “المؤذي في الأمر ليس الخلاف ذاته، بل محاولة تخدير وعي الشعب الجزائري عبر التلاعب بالمعلومات، في حين أن الحقيقة مختلفة تماما”. وأوضح أن الرئيس عبد المجيد تبون نفسه تحدث في جلسة غير رسمية مع أحد معارفه عن أن “قضية الصحراء تتجه نحو نهايتها، وأن النظام الجزائري يشتغل على ترتيب خروج من الملف بأفضل طريقة سياسية ممكنة”.
الصحفي ذاته أكد أن الملف الحدودي بين البلدين مغلق نهائيا لخمسين سنة قادمة، باعتبار أن الطرفين يعلمان حساسية الموضوع واستحالته في السياق الحالي، مشيرا إلى أن “الحديث عن إعادة ترسيم الحدود لم يعد مطروحا إطلاقا، لا من الجانب المغربي ولا الجزائري”.
في المقابل، شدد شبوب على أن هناك مجالات واقعية للتهدئة بين الجارين، مثل إعادة فتح الأجواء واستعادة العلاقات الدبلوماسية تدريجيا، وهي خطوات يمكن تحقيقها في غضون سنتين أو ثلاث، على حد قوله، مضيفا أن هذه الإجراءات “قد تشكل المدخل الطبيعي لأي مصالحة مستقبلية بين الشعبين”.
وتتلاقى هذه التصريحات مع ما سبق أن عبر عنه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة حين أكد أن “المغرب والجزائر يعرفان بعضهما جيدا، وأن مصلحة المنطقة تقتضي التوافق والتعقل”. وهي نغمة دبلوماسية مشابهة لتلك التي صدرت لاحقا عن وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، الذي تحدث عن “ضرورة تبني مقاربة واقعية لحل الملفات العالقة”.
وبين شد الحبل في العلن، وحوارات التهدئة في السر، يبدو أن الملف المغربي الجزائري يسير نحو مرحلة جديدة عنوانها الواقعية السياسية، بعد سنوات من القطيعة الإعلامية والدبلوماسية، في انتظار ترجمة هذه الأجواء إلى خطوات ملموسة تخفف من عزلة الشعبين وتفتح أبواب المستقبل المغاربي المغلق منذ عقود.


