في مفاجأة غير متوقعة، تم تأجيل زيارة وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إلى الجزائر، بناء على طلب من نظيره الجزائري أحمد عطاف.
لم يكشف بعد عن أسباب هذا التأجيل المفاجئ الذي كان من المقرر أن يمثل تحولا في العلاقات بين البلدين، خاصة بعد احتجاج الجزائر على دعم إسبانيا للحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
تسلط بعض وسائل الإعلام الإسبانية الضوء على كواليس هذا التأجيل، الذي جاء بحجة “ازدحام الأجندة”، وهو تبرير لم يقنع الإعلام الإسباني. وفقا لمصادر مطلعة، يعود التأجيل إلى رفض الجانب الإسباني الخوض في قضية الصحراء، ورفض مراجعة موقف مدريد الداعم للحكم الذاتي.
السبب الثاني والذي أثار استياء الجانب الجزائري هو نشر وسائل الإعلام الإسبانية وثيقة تصف مدينة العيون كجزء من المغرب،.. مما يعتبر اعترافا إسبانيا رسميا بسيادة المغرب على الصحراء.
يأتي هذا التأجيل في سياق فترة دبلوماسية مضطربة للجزائر، حيث حدثت خلافات حادة مع الإمارات ومالي والنيجر،.. إضافة إلى عدم وضوح العلاقات مع السعودية بعد صدور المرسوم الملكي السعودي الداعم لوحدة الترابية للمغرب.
تعتبر قضية الصحراء المغربية ذات أهمية كبيرة بالنسبة للنظام الجزائري الذي يفتقر للشرعية داخليا،.. حيث جعل هذه القضية قضية الجزائر الأولى وتولي لها اهتماما خاصا. وتستخدم الجزائر جميع مواردها وجهودها الدبلوماسية لدعم الجبهة الإنفصالية والتأكيد على دعمها تقسيم المغرب وضرب وحدته.
هذا التركيز الكبير على القضية أدى إلى توتر العلاقات مع عدة دول، بما في ذلك إسبانيا. ولعل تأجيل زيارة وزير الخارجية الإسباني إلى الجزائر هو آخر فصول المسلسل الطويل. ولكنها قد تدفع ثمنا دوليا باهضا في ظل تفاقم التوتر مع عدة دول.